إبراهيم الصالح يكتب لـ(اليوم الثامن):
مرثية.. رحل طالب!
أَختنقُ الآن بشعورٍ غريبٍ يمنعني البكاء، أحس أني لا أحتمل نَفَسًا واحدًا يدخل إلى رئتي،ضاق هذا الكون الفسيح بي، وكأني أتصعد للسماء...
رحل هذا الإنسان الروحاني، رحل طالب، وليتك يا ملك الموت أخذت روحي بدلًا عنه...
ليتك أبطأت قليلًا لنخبره أنه ظاهرةٌ إنسانيةٌ جميلةٌ لا تتكرر، نحبه أكثر من أنفسنا الجياشة لفداه...
رحل صاحب الوجه المتلألئ بسماحته وأخلاقه العظيمة، الذي ما استطاع يومًا أن يظهر حزنه وآلمه، وكأنه الوحيد الذي امتلأ في هذا الوطن سعادةً...
يا رب كيف لضعفنا أن نحمل مثل هذه الفواجع التي لا طاقة لنا بها، كيف نتخيل عالمنا، والطيبون يتركونه بهذه البساطة؟!
يُخيّل إليّ أحيانًا أن بشاعة أرواحنا وأخلاقنا تطيل الأعمار، وأن الله يختار الصفوة لقربه...
أعجز أن أعبر عن وجعي العظيم عليك يا طالب، لا أدري حجم مصيبة أهلك، لكني أعلم أن رحيلك موحشٌ جدًا...
رحلت يا صديقي وتركت أثرك الجميل بنفوسنا، ما اعتدنا أن نرى بشرًا مثلك...
رحلت وأنت في الصفوف الأولى تَدفع الموت عن الضعفاء، فاختارك أنت..
رحيلك قاسٍ ومفجع، وكأني أسمع توقف أجهزة فحص القلب، التي تأن لتوقف قلبك الجميل...
بشراك بشراك فإنك شهيدٌ(بإذن الله) وما نعزي إلا أنفسنا التي لا يُعلم كيف سترحل، وبأي حالٍ؟
اللهم إنك تعلم عظيم مصابنا برحيله، فاجعله في فردوسك الأعلى، وتعلم وحشتنا بفراقه فاجعل قبره أُنسًا وروضةً من رياض الجنة..
اللهم اشفق بقلب أمه وأبيه وأسرته، واجعل لهم في مصابهم هذا شفاعةً يوم لقائك...
عزائي لكل نفسٍ عَظُم رحيله بها...
إبراهيم الصالح