د. عيدروس النقيب يكتب:
الرحمة لروح الفقيد عمر سيف السعيدي
فارس آخر يترجل من صهوة الحياة إلى عوالم الملكوت الإلهي، في معمعة المواجهة مع الوباء البغيض وما يترافق معه من تداعيات لا تقل عن الوباء نفسه.
إنه الشخصية الوطنية والاجتماعية والقائد العسكري الجنوبي السابق الفقيد عمر سيف عوض السعيدي.
الفقد عمر هو احد تلاميذ مدرسة السبعينات والثمانينات من القرن المنصرم، فقد كان ضابطا جنوبيا من تلك العينة التي صقلتها مراحل البناء والدفاع والعطاء الوطني الجميل.
بعد العام ١٩٩٤م اصبح عمر مثل كل ضحايا الحرب البغيضة مستبعدا من عمله بالإكراه مثل عشرات الآلاف من ابناء الجنوب، لكنه لم ينهزم معنويا ولم ينكسر نفسيا، بل بقي قابضاً على جمرة الوطنية والعزة بكلتي يديه.
ظل فقيدنا الرائع متمسكا بالقيم التي تربى عليها في مدرسة جيش جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية، متفائلا بالغد الأبهى متعايشا مع أجواء النكوص ومخرجات الإقصاء والاستبعاد.
وفي اتون معركة الثورة الجنوبية السلمية كان عمر احد الفاعلين فيها على َمستوى مديرية سرار ومنطقة يافع ومحافظة أبين.
لن انسى تلك الأيام الاربع الجميلة التي قضيناها معا نتنقل بين شعاب وأودية وجبال مديرية سرار واتممناها باستضافته لنا في منزل الفقيد عمر، الكائن وسط منطقة حطاط، كما لن انسى كرم الضيافة الذي حظينا به ومعي عدد من الزملاء من قيادة المديرية وأعضاء المجلسين المحليين في المديرية والمحافظة، كما لن تغيب عن ذاكرتي بساطة الرجل وحكمته،… شجاعته وسعة صدره، إيثاره الغير وإصراره على التمسك بفضيلة الصدق والتصدي للزيف.
كان عمر فارسا من فرسان ازمنة المجد والبهاء والانتصار للحقيقة مهما كانت مكلفة او حتى قاسية.
وبهذا المصاب الجلل اتقدم بأصدق التعازي الحاره إلى أبنائه الأعزاء غسان، وسيف، وعبدالله وذي يزن عمر سيف
وإلى الأخ عبدالله سيف عوض شقيق الفقيد واولاده
وإلى كافة افراد اسرتهم الكريمه
وإلى آل النمري وآل سعيد جميعا
مبتهلاً إلى الله العلي القدير أن يرحم فقيدنا الغالي ويغفر له ويتوب عليه ويسكنه فسيح جناته
إنا لله وإنا إليه راجعون
ولا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم