عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

نظافة مدينة تعز بين العجز والإهمال !

يستقبل أبناء مدينة تعز عيد الفطر المبارك ومدينتهم ، تغرق في أطنان من القمامة والنفايات ، تحدثنا عن نظافة المدينة وتحدث غيرنا الكثير، لكنا نسمع جعجة ولا نرى طحنا ، كأن نظافة مدينة تعز معضلة كبيرة ، تستعصي على الحل ، وتفوق القدرات المادية والفنية للسلطة المحلية ، الغارقة في تجاهلها حد الاستغراب ، الذي أراه يعزو إلى أن مسؤولي السلطة المحلية المبجلين ، لايحظون مثلنا بمتعة المشي راجلين ، يركبون سياراتهم ، ذات زجاجات معتمة ! تمعنهم من رؤية أكوام القمامة ! وإن نزلوا من سياراتهم، كانوا لابسين كمامات الوقاية من كورونا ، الأمر الذي يجعلهم لا يشمون الرائحة المنبعثة منها ! ذلك يعني أن نعذرهم ! فهم لا يرونها ! ولا يشمون روائحها ! فكيف إذن نطلب منهم حل مشكلة القمامة والنفايات ؟!
هل يريد منا مسؤولو السلطة المحلية في تعز ، أن نطالب التحالف العربي والجمعية العامة للأمم المتحدة ، ومجلس الأمن الدولي بالتدخل العاجل ؛  لتنظيف مدينة تعز ، وإنقاذ سكانها من كارثة بيئية محققة ؟! أنى لهذه السلطة أن تقم بواجباتها  في توفير الخدمات كالكهرباء والمياه والصحة والتعليم ؟! وهي عاجزة عن رفع القمامة ، الذي لا يحتاج سوى لعدد من الناقلات ، وصرف أجور عمال النظافة وحوافزهم ، التي يمكن توفيرها ، فيما لو استغنى الصف الأول من قيادات السلطة المحلية عن حوافزهم ومكافآتهم ونثريات تحركاتهم وبدل سفرهم .
طالما وقد أخفقت السلطة المحلية في تعز ، في حل مشكلة القمامة والنفايات ، فلتفسح المجال للمجتمع ؛ ليتولى إدارة ملف النظافة بنفسه ،  عبر تشكيل لجان للنظافة في الشوراع والحارات ، تجمع تبرعات حوافزا لعمال النظافة ، وأجور نقل القمامة لمقالبها ، ولتكف السلطة المحلية عن استقطاع رسوم التحسين والنظافة ، في مداخل المدينة ، أو تلك التي تفرض على الأسواق والمحلات التجارية والمطاعم والبوفيات .
لمسؤولي السلطة المحلية في تعز ، ألا تشعرون بالخجل ،  ألا يتسرب لضمائركم قليل من التأنيب ، ونزر يسير من الإحساس بالمسؤولية ، اثبتوا لنا أنكم منا وفينا ،روأنا منكم وفيكم ، نظافة مدينة تعز هي عنوانكم فأي عنوان تختارونه ؟!