د. ابراهيم ابراش يكتب:
صواريخ غزة مقاومة مشروعة ولكنها ليست وحدها المقاومة
مع كامل احترامنا وتقديرنا للمقاومة في قطاع غزة ولمعاناة القطاع بسبب القصف الصهيوني المجرم، إلا أنه يجب الحذر من اختزال ما يجري في فلسطين بالتصعيد العسكري على غزة وبالتالي في حالة التوصل إلى هدنة في غزة ينتهي كل شيء وتعود الأمور إلى ما كانت عليه وهو ما تسعى له إسرائيل وواشنطن والدول الساعية للتهدئة، وهو أيضاً ما ترفضه فصائل المقاومة في غزة كما ورد على لسان قادة المقاومة وخصوصاً حماس.
إن ما يجري ثورة أو انتفاضة كل الشعب الفلسطيني في داخل الخط الأخضر والقدس والضفة وغزة وهم أغلبية ساكنة فلسطين وأهلها الشرعيون والأصيلون وما أنتجت من وحدة الشعب وعودة الصراع إلى أصوله الأولى كصراع بين شعب خاضع للاحتلال وكيان صهيوني استعماري وعنصري وإرهابي، وهو صراع يجب أن لا يتوقف إلا بنهاية الاحتلال كلياً وليس بمجرد هدنة في غزة.
هذه الثورة أو الانتفاضة هي المقاومة الحقيقية وهي الخطر الحقيقي الذي تواجهه إسرائيل بالإضافة إلى صواريخ غزة التي أربكت العدو وزعزعت استقراره وكشفت هشاشته ولفتت الأنظار إلى إرهابه، ويجب الحفاظ على هذه المقاومة الشاملة وعلى وحدة الشعب التي تحققت بغض النظر عما تؤول إليه المواجهات العسكرية على جبهة غزة.
يمكن للعدو بما يملك من قدرات عسكرية ونزعة دموية انتقامية أن يتعامل مع خطر الصواريخ المنطلقة من غزة وخصوصا في حالة ممارسة ضغوط دولية وعربية على فصائل المقاومة لوقف إطلاق الصواريخ، كما أن غزة ليست دولة كبرى لتستمر في صناعة الصواريخ إلى ما لا نهاية وأن تتحمل إلى ما لا نهاية ضربات جيش الاحتلال وما تلحقه من دمار، ولكن العدو سيكون عاجزاً عن مواجهة مقاومة شعبية تشمل كل أرض فلسطين من البحر إلى النهر.
المجد للشعب الفلسطيني العظيم والمجد للمقاومة.