د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

الجنوب بين جمر الإصلاح وشظايا الحوثي !!

الحوثي والإصلاح وبقايا نظام صالح  يتدثرون جميعا  بالشرعية المحنطة وهدفهم  واحد يتفقون عليه  ولا يختلفون مهما حاولوا  ممارسة الخداع علينا فالحقيقة والغاية واحدة ألا وهي السيطرة الكاملة على الجنوب !!
الحوثي يمارس القمع والتنكيل في اليمن علانية لكل من يخالفه وهو مرتهن لإيران ،والإصلاح مرتهن لتركيا  و يتدثر  بلباس الشرعية الوهمية ويقمع بها المواطن  الجنوبي   في  شبوة وحضرموت  وينشر الإرهاب   لنسف السلام والسكينة في المناطق التي فقد السيطرة عليها مثل عدن وأبين !!
وهذا هو حال  التنظيمات الإرهابية  فمن يقمع  حريات الناس ويحرمهم حق التعبير ..  هو نفسه الذي يظل  حبيسا خلف جدران خوفه ورعبه !! 
ومن يخاف القلم  لا يستطيع حمل السلاح وتصويبه  بيده المرتجفة نحو  النسور  التي تحلق في فضاء الحرية  الفسيح   و تعتبره مجال  تحليقها  نحو الديمقراطية والعدالة ولكنه يغدر في الظلام
ولا يمكن لمن يرفض الحوار مع خصومه أن يقبل اللقاء معهم حتى  في منتصف الطريق ، أو يستوعب ، أ و يقبل حتى بعض مطالبهم  لأنه لا زال  يرتعد من مقال و يقض مضجعه تغريدات الشباب الذين لا يعرف لهم مكانا.. وهم يقلقون زمانه و يدفعون بأركان حكمه الى بوابات الخروج عن زمانهم كله!! 
الإصلاح الان أصبح خوفه مزدوجا بين رفض الداخل الجنوبي   الذي يشتعل وميضه  تحت صفيح المقاومة ..وبين براكين الغضب  التي تأتيه حروفا لاهبة من المحيط الخارجي ، فتارة يطلق عليها  كلابه لمطاردة الأصوات التي لا يعلم من أين تأتيه وتثقب طبلات مسامعه المتقيحة أصلا بعفن الشعارات التي مات زمانها وانتهى  أوانها  ومكانها  مزابل التاريخ  .. فإن عثروا على عشرة من   خصومهم داخل الوطن فلن يطالوا الآلاف خارجه   فأنى لهم باصطياد الرعود من سموات الفضاء البعيدة أو إطفاء وهج البروق وهي تضئ لمطر الفرح القادم عبر مسارات الهبوط  والذين يتمترسون خلف سحتهم  لن تحميهم ترسانات أسلحتهم و عصابات ميليشياتهم المأجورة .. التي لن تصمد حينما ينكسر تجاهها بحر الغضب القادم جارفاً ضفاف الصبر الذي لم يكن خوفا ولكنه حكمة الحليم !!
اننا اليوم في الجنوب  نقف شامخين رغم حملات التشكيك  والوهن واليأس  الذي أصاب  قلوب الجبناء والمنافقين والمداهنين  والعملاء  المأجورين، وصمت حملة المسدسات الكاتمة للصوت الذين يطلقون رصاص غدرهم في الظلام ، هناك في المقابل  صمت المحارب الجريح الذي يستريح فوق الربوة حيث يلعق جراحه ويلملم شظاياه بانتظار أن يعود إليه فرسه الذي فرقت بينه وبين صهوته النصال وسهام الغدر وسط غبار المعركة بينما
البعض يعتقد أن روح هذا المحارب المثخن بالجراح ماتت، لكن، أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام، خصوصا إذا عثر على أذان تصيخ السمع لوعود الربيع الذي وإن داسوا زهوره بأحذيتهم الثقيلة فإنه آت لا محالة !!.
حتما سيعود الكاتب إلى قلمه، وهو لم يتركه في الاساس، وانما اراد استراحة ظل العقل يشتغل بلا انقطاع  لانعرف من اشتاق للآخر، القلم أم الكاتب، الحروف والكلمات أم مفكرها، مقالة. الكاتب شبيهة بأسلحة المحارب، فهو يجلس لينظف سلاحه، ويعيد النظر بخططه، ثم يعيد شحن  مخزن سلاحه بالرصاص أما  الكاتب فسلاحه القلم وقد يكون أحيانا أشد فتكا من رصاص المحاربين !!
د. علوي عمر بن فريد