د. خالد القاسمي يكتب لـ(اليوم الثامن):
هل يمكن للمجلس الانتقالي الجنوبي أن يحقق انفصال الجنوب
سؤال طرح علي من كثير من الأخوة الجنوبيين (أبناء الجنوب اليمني)، وبحكم علاقتي باليمن منذ 1985 وكتبت عن وحدة اليمن ، حينما كنا نعتقد أن وحدة اليمن ستكون دافعا لوحدة الأقرب فالأقرب ، أي ستكون عامل إستقرار لوحدة الخليج والجزيرة العربية ، وطالبنا حينها بضم اليمن لمجلس التعاون الخليجي
ولكن في 1994 ونتيجة إحتلال الشمال للجنوب تغير الهدف ، والمفهوم بشكل نهائي ، وصارحنا القيادات اليمنية بضرورة تغيير مسار الوحدة نحو الإتجاه الصحيح
ومع إستمرار القيادة اليمنية في تماديها وغيها عن طريق الصواب ، خرج شعب الجنوب في 2007 للمطالبة بالحرية والإنعتاق من النظام الشمالي ، ووقفنا وأيدنا هذه المطالب
ومع المبادرة الخليجية لليمن في إبريل 2011 بعد خروج أبناء اليمن في مظاهرات ضد نظام صالح في فبراير 2011 ، أختير عبدربه منصور هادي رئيسا لليمن في فبراير 2012
وأنطلقت مؤتمرات الحوار الوطني بين أبناء اليمن في مارس 2013 وللآسف لم يمثل الجنوبيون تمثيلا عادلا
وجاء الإنقلاب الحوثي مدعوما من إيران للإستيلاء على السلطة في صنعاء 21 سبتمبر 2014
وفي مارس 2015 دخل الحوثيين عدن مطاردين الرئيس عبدربه منصور هادي والقيادة اليمنية
وأستغاثت القيادة اليمنية بجيرانها الخليجيين ، فقادت المملكة العربية السعودية عاصفة الحزم في 26 مارس 2015 بتحالف عربي مؤيدا لهذه الخطوة المباركة ، بعد معرفة أهداف الحوثيين ومن خلفهم إيران بأن الهدف إحتلال المنافذ اليمنية تمهيدا لإحتلال المملكة ودول الخليج
وبعد تحرير عدن في يوليو 2015 وجد شعب الجنوب نفسه في فراغ سياسي نتيجة ضعف الأحزاب التي تمثله ، ولا بد له من شرعية تدافع عن حقوقه بعد إنتهاء الحرب ، وبدء العملية التفاوضية ، فقد كان الصوت الجنوبي غائبا عن الحضور في كل الإجتماعات بين الحوثيين وما يسمى بالشرعية اليمنية ، وكان لا بد من إطار سياسي يمثل كل أبناء الجنوب
فكان 4 إبريل 2017 هو يوم الإعلان عن المجلس الإنتقالي كممثل وحيد لكل أبناء الجنوب ، وعمت المظاهرات المؤيدة للمكون الجنوبي الجديد كل محافظات الجنوب
وبما أنه وجد هذا المكون فلا بد أن يدخل معترك الحياة السياسية إلى أن جاء إتفاق الرياض بين الشرعية والمجلس الإنتقالي في 5 نوفمبر 2019 وإعلان المجلس كشريك سياسي في العملية الساسية وممثلا وحيدا لشعب الجنوب
وبدأ المجلس الإنتقالي في التحرك للدول العربية والأوروبية والمنظمات الدولية للتعريف بقضية الجنوب ، وإيجاد موقع لها عند بدء العملية التفاوضية بعد إنتهاء الحرب في اليمن ، وهكذا حقق المجلس الإنتقالي إنجازات سياسية لا يستهان بها بل هي رصيد لكل شعب الجنوب تجاه قضيته العادلة
ومن خلال هذا التقديم الشامل أجيب للسائلين الكرام المجلس الإنتقالي لا يستطيع إعلان الإستقلال من طرف واحد ، قبل التفاوض النهائي بعد إنتهاء الحرب في اليمن وبدء العملية التفاوضية
د. خالد القاسمي