عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):
إصلاح الاعوجاج وتصحيح المسار في تعز اليمنية
نقدالسلطة المحلية في تعز، بكافة مكوناتها ، ومطالبة الناس لها بضرورة القيام بواجباتها ، وإصلاح إعوجاجها أمر وطني محمود ، يفترض بالسلطة المحلية أن ترحب به ، بل وتسعى من أجله ويفترض بالمجتمع ألا يسكت .
هناك خلل وقصور واضح في أداء السلطة المحلية في تعز ، وهناك معوقات أيضا تعترض طريقها ، لكن المشكلة الأبرز هي تحول الأداء في الإدارات من أداء إداري منتج ، يحل المشكلات ، ويقترح وينفذ الحلول ، لأداء خطابي يمتص ردود الأفعال ، وينتهج حلولا ترقيعية ويسير في ركب المناكفات .
لا وقت للمزايدات كل مكونات السلطة المحلية في تعز ، والأحزاب التي تحاصصت الوظيفة العامة ، مشاركة في تردي الأوضاع والوصول لهذا المنحدر .
لإنقاذ تعز نحتاج لمكاشفة صادقة ، والبحث عن آليات ووجوه وأيد نظيفة ، بعيدا عن أي أيدلوجية حزبية أو مناطقية ، تنتصر لحقوق المواطن ، ولمصلحة تعز ، ليس الأمر لهذه الدرجة من الصعوبة ، نحن المشكلة ونحن الحل ، يكفي تعز ما حل بها ، لابد من ثورة تصحيحية إدارية مالية في المقام الأول ، يكن للمجتمع دور فيه ، لابد للأحزاب أن تعي حساسية وخطورة المرحلة ، وأن تراجع حساباتها ، وتعيد النظر في موقفها وعلاقتها بالوظيفة العامة ، التي هي لخدمة الناس ، وليست لإصلاح الوضع الإداري والمالي للكوادر الحزبية .
ندرك أن الوضع الذي يمر به اليمن ، يلقي بظلاله على ما يحدث في تعز ، غير أن هذا الوضع صار مبررا ، يحول دون معالجة كثير من الإخفاقات والفشل ، المعادلة في تعز مختلة ، بون شاسع بين الشعارات ، التي كانت تتبناها القوى السياسية المتقاسمة في الوقت الراهن السلطة في تعز ، وبين سلوكياتها وموقفها من الفساد ، وكثير من الاختلالات ، التي يدفع المواطن ثمنها ، كانت هذه القوى تقيم الدنيا ولا تقعدها لمجرد ارتفاع سعر لتر البنزين بضعة ريالات ، أو ارتفاع سعر الدقيق عشرات الريالات ، اليوم تصمت صمت القبور ، بل إنها تبرر وتعطي حججا ، لم يعد يصدقها أحد ، نحن لا نطالبها بالمستحيل ، هل بإمكانها محاسبة ممثليها في المكاتب التنفيذية ؟! هل تستطيع أن تعطي للمجتمع أفضل ما لديها من الكفاءات النزيهة ؟!
خصوم تعز كثيرون ، وصبر الناس لن يستمر ، وليست تعز بحاجة لمزيد من اللاستقرار، لو انفرط العقد تعز بكل أبنائها هي الخاسرة ، التاريخ لن يرحم ، والظرف جدا حرج ، فهل ستبادر السلطة المحلية والمكونات المجتمعية والشبابية بعقد مؤتمر لإنقاذ تعز ؟ نضع فيه النقاط على الحروف ، ونتكلم بكل صدق ، ودون مواربة ، وبلا محاباة، ونخرج بخارطة طريق لإنقاذ تعز ، وتدارك ما يمكن تداركه، ولملمة الصفوف ، وتطبيب الجروح، وتنحية من تلوثت أيديهم بالفساد المالي والإداري ، ما الفائدة إن تغيرت هذه الوجوه ؟ التي باتت في موضع الاتهام ، وأتت وجوه غيرها ، تمارس نفس السياسات والأساليب ، لندرك أن تبديل الأشخاص واستمرار ذات السلوكيات السيئة ، يؤجج الفوضى ، ويفتح باب العنف فهل سنعي خطورة ما تمر به تعز ؟ وهل سنتعظ مما سبق ؟ ونتلافى القادم القاتم اتمنى ذلك