د. عيدروس النقيب يكتب:
همس اليراع جريمة مأرب وأخواتها
مثلت المجزرة التي ارتكبتها جماعة الحوثي بحق المدنيين في مدينة مأرب شرقي اليمن جريمة حرب بكل المقاييس، فقد كان من بين ضحاياها أطفالٌ وأفرادٌ مدنيون ولم تتحدث المصادر عما إذا كان هناك ضحايا من العسكريين أو الأمنيين أو حتى الموظفين الحكوميين.
تقول القيادات الحوثية أنها استهدفت بقصفها موقعاً عسكرياً، لكن السؤال الذي يفقأ عين كل من يقول هذا هو: كيف قُتِل الأطفالُ إذا ما صح أن الموقع المستهدف هو عسكريٌ؟
الجماعة الحوثية لا تخجل من سقوط ضحايا من الأبرياء عند ما تنفذ عملياتها العسكرية حتى لو كانوا أطفالاً أو نساءً أو مسنين ، وما يزال الجميع يتذكر حادثة مطار عدن التي أرادت الجماعة من خلالها قتل وزراء الحكومة الشرعية فكان الضحايا كلهم من المدنيين ممن جاءوا لتوديع أو استقبال مسافرين من أقاربهم وذويهم، وبعضا من رجال الأمن في خدمات المطار، ومن منا يمكن أن ينسى قصف الجماعة وحلفائها لزوارق النازحين من مدينة التواهي بعدن إلى شواطئ الحسوة أو قصف مخيم النازحين في منصورة عدن في العام 2015م وما ذهب ضحيتها من الأطفال والنساء والعجزة.
لا يمكن لكل ذي ضمير حي إلا أن يسجل أعلى وأشد درجات الإدانة والاستنكار لمثل هذه الجرائم مهما كان وأينما كان المُستهدَف بها طالما لم يكن طرفا في الحرب.
ثقافة الحوثي في الحرب هي تقليد لموروث أصيل لدى كل المكونات العسكرية اليمنية في جميع حروبها، وليست حكرا على الحوثيين وحدهم، ومن منا يمكن أن تسقط من ذاكرته حالات القتل المتعمد لمدنيين جنوبيين أثناء ثورة الحراك الجنوبية السملية، أو جرائم السادي ضبعان في الضالع التي كان آخرها قصف مخيم العزاء في سناح، او ما يتعرض له اليوم المدنيون الحنوبيون في شبوة وسيؤون من حملات قتل واغتيال وملاحقة واعتقالات تعسفية على أيدي الشرعيين الوافدين من مأرب والجوف وأعوانهم، ما يعني أن القتل هو القتل والقمع هو القمع شرعياً كان أو انقلابيا، حوثيا كان أو مؤتمرياً أو إخوانيا، والإدانة يجب أن تكون لكل من يمارس هذا العمل الإجرامي الممنهج من أعداء الحرية والحق والكرامة الإنسانية وقبل كل هذا الحياة الإنسانية
نالت المقاومة الفلسطينية في غزة وبقية المناطق الفلسطينية تضامنا عربيا وعالميا كبيرا أثناء المواجهات العسكرية مع القوات الإسرائيلية في الحرب العدوانية الأخيرة على غزة وكل فلسطين.
لكن عندما يقوم ممثل حماس بتكريم قادة الحوثيين بعد كل جرائمهم ضد الإنسانية وتسليم احد قادتهم درعا من دروع حماس، فإن هذا يبين الشيزوفرينيا السياسية لقادة حماس، وربما بالضبط وحدة النهج والموقف للحركات التي تقول أنها إسلامية،
إدانة القتلة في مكان وتكريمهم في مكان آخر أمران لا يتسقان، وبهذا الموقف تضع حماس نفسها حيث يريد لها ممولو الإرهاب والجماعات الإرهابية، مهما قالت انها تدافع عن الإنسان والحق الفلسطينيين.
أكبر من يستحق الشفقة في هذا الموقف هم الإخوان في التجمع اليمني للإصلاح الذي يعتبرون حماسَ توأما وقدوةً لهم ، لكنها حماس فضحتهم وأثبتت أن توأم الإصلاح يكرم الحوثيين الذين يدعي الإصلاحيون انهم يحاربونهم،
هل سيبارك الإصلاحيون اليمنيون هذه الخطوة أم سيدينونها؟؟
نحن في الانتظار