نكزة جنوبية
تأتي نكزتنا الجنوبية اليوم في طي النكز لأبناء شعبنا العظيم بكل صراحة و مصداقية بعيدا عن تضليل والمكايده من خلال إستعراض المخاطر والمخاوف السياسية المحدقة بالقضية التحررية , وعرضها على الرأي العام الجنوبي من باب الاستشعار بالمسئولية الوطنية نحو الإنتصار لتضحيات الشهداء والجرحى والأسرى الجنوبيين..
ومن خلال هذه النكزة نسعى إلى وضع أبناء شعبنا أمام حقائق مثبتة بشواهد تاريخية للاستفادة من الماضي في حاضر اليوم من أجل الانطلاق نحو المستقبل بخطوات سليمة ومضمونة برهان على خطة الأهداف المراد تحقيقها في صياغ مشروع وطني بمنأى عن الرهان على الأشخاص , ومن هذا المنطلق نوجه نكزتنا إليكم على النحو التالي:
اولا: إستعراض الحقبة السياسية في الزمن الماضي:-
فعلى الجميع أن يدرك ويعلم بان الإستقلال الأول من الاستعمار البريطاني في 30/نوفمبر/1967 الذي تحقق بفضل تضحيات ثورة اكتوبر التي كانت تفتقد إلى المشروع الثوري المنظم والرؤية السياسية لما بعد التحرير, وفي ضل غياب التنظيم الثوري لجبهة التحرير استطاعة الجبهة الوطنية أن تستغل هذه الثغرة بسرعة إيجاد تنظيم لصفوفها بفكر الهيمنة اليمنية عبر رموزها من الشماليين وتمكنوا من السيطرة على مفاصل الجيش والأمن وعلى المكتب السياسي, وقامت بتصفية رموز جبهة تحرير و إقصاء واستبعاد كل صوت تحرري حتى خلت لها الساحة الجنوبية دون منافس, و استولت على اللجنة المركزية للحزب الاشتراكي وأدخلت الجنوب في صراع دموي من 22 يونيو 1969 حتى ذهبت بناء الى باب اليمن دون قطر دم بتسليم دولة الجنوبية للجمهورية اليمنية بردا وسلام وبسبب رهن الجنوبيون رمت العملية السياسية لشخوص اعضاء للجنة المركزية دون صمود جبهة تحرير او حتى أنشأ حركة خرى في المنافسة بالمشاريع السياسيه .
وفي ضل خنوع وصمت المناضلين والنخب الجنوبية بأن يعلو صوتها وتقول لشعب في داخل والاقليم والعالم نحن هنا ليس الاشتراكي وحدة في الجنوب بالفكر الأحادي , حتى تشكل حاضنة للفكر الجنوبي المتعدد والمنفتح ولكنهم تركوا هذه الفرصة وأصبح كل فكر منفتح يريد ان يغير واقع الجنوب ليس امامه منفذ سوى الهروب من أرض الوطن للخارج على رغم من ان مفردة الديمقراطية في أسم الدولة راسخة ولكنها ديمقراطية أحادية غير متعددة وهذا ما جعل الجنوب لليوم يرزح تحت وطأة احتلال الجمهورية العربية اليمنية ..
ثانيا: إستعراض الحقبة السياسية للحراك الجنوبي في الزمن المعاصر قبل عاصفة الحزم :-
من يستطيع من الجنوبيين ان ينكر ويجحد حجم التضحيات النضالية الحراك السلمي التحرري على مدى سنوات وكانت عصارة هذا النضال السلمي له الدور الأكبر في إظهار القضية الجنوبية على السطح السياسي محليا واقليما ودوليا, وقد دون الاعتراف بأن الحراك الجنوبي هو الممثل والحامل الشرعي للقضية الجنوبية كما ورد بالنص في المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية تحت رعاية خليجية و دولية ..
ونتذكر جيدا محاولة المناضل محمد علي احمد الذي أتى في العام 2013 بدعم دولي لإنشاء مكون ثوري وقام بعقد مؤتمر تأسيسي لمكون (مؤتمر شعب الجنوب) من ممثلين لا ينتمون للحراك الجنوبي من كافة مديريات الجنوب, من أجل الركوب على صهوة الحراك في تمثيل قضية الجنوبيه سياسيا بمؤتمر الحوار الوطني في صنعاء.
واعتقد ان جميعكم يعلم ماهية النتيجة التي وصل اليها محمد علي بسبب اختيار ممثلين من خارج منظومة الحراك السلمي في مؤتمر صنعاء كانت نتيجة ان الممثلين الذين اختارهم من خارج الحراك باعوا بن علي والقضية الجنوبية ونظروا لمصالحهم الشخصية ولحقت به الخساره السياسية والخسارة الشعبية في الأوساط الثورية الجنوبية..
ثالثا: المخاطر السياسية المحدقة بقضية الجنوب من خلال الرهان على الانتقالي في الزمن الحاضر بعد عاصفة الأمل:-
لربما ان هناك العديد من ابناء شعبنا لا يدركون حجم المخاطر السياسية المحدقة بقضيه الجنوب في المرحلة الراهنة وما يترتب عليها من خطر سياسي في المستقبل المنشود نوجز هذه المخاطر بمختصر شديد على نحو التالي :-
1- لم نستطيع ان نوجد توافق وخلق نوع من التنظيم لقوى التحرير والاستقلال بكافة توجهاتها بالفكر المتعدد من أجل ان نستثمر الانتصارات على أرض الجنوب وعلى الأراضي الشمالية لنكون شريك سياسي فاعل مع الشرعية كغطاء لاستعادة مؤسسات الجنوب وتحسين الخدمات لشعبنا.ومن هذا الإخفاق سمحنا للاجنده الخارجية بان تستثمر جهودنا بسياسة فرق تسد التي تهدد نسيجنا الإجتماعي في التغذية المناطقيه .
2- ان الخطر الحقيقي الذي يهدد فحوى القضية التحررية سياسياث إننا لم نستطيع تناغم مع الشرعية على المتناقضات ونعزز وجودنا بغطائها في المفاوضات مع الانقلابيون بل تركنا ذلك الحيز للجماعة التي تمردت من مؤتمر شعب الجنوب تمثل الجنوب لدى الشرعية حتى للحظة.
3- ان الخطر الذي يهدد قضيتنا هو أنشأ المجلس السياسي من قبل الانقلابيين وأصبحنا امام عدوين الشرعية ومجلس الانقلابيون فيتوجب علينا من نظرة فنون سياسة الحرب ان نتحالف مع الشرعية لتخلص من مجلس الانقلابيين حتى يسهل علينا الانقضاض على الشرعية , لكننا للأسف لم نحسن فنون الحرب وتركنا خطر تسويات سياسية تحدق بنا..
4- ان الخطر السياسي المحدق بنا اننا لا نلعب على المتناقضات رغم علمنا بان حرب الانقلابيون قامت من أجل رفض مشروع الاقاليم , ولكننا للأسف أصبحنا نشارك العدوا الهدف الذي خاض معارك قتاليه من أجله , ولم نتعلم السياسة بان نكون مع المشروع الذي يرفضه العدوا لنكسب الشرعية ونثبت لمجتمع الدولي ان ذلك العدو هو المعرقل لتسويات سياسية وعلية نقترح الحل الذي نريده نحن بنيل الحرية..
5- الخطر الحقيقي الذي يهدد قضيتنا هو تفويض شخص دون مشروع وطني بتمثيل قضية الجنوب شرعيا كممثل وحيد بالفكر الأحادي وكانتا ننتج الجبهة القومية من جديد بتشريع للمجلس الانتقالي ..
6- جميعنا يدرك ويعلم بأن المجلس الانتقالي يقف في صف الإمارات ويعادي الشرعية والسعودية وهذا خطر يهدد قضيتنا التحررية بان نتمترس خلف جهه دون الوقوف على مسافة متساوية مع دول الإقليم..
7- والخطر المحدق أيضا برمت مطالبنا في تحرير هو ان عيدروس الزبيدي المفوض شعبيا بتشكيل المجلس الانتقالي أختار أعضاء هيئة الرئاسة بأغلبية ساحقة ممن لا ينتمون للحراك الجنوبي فما هي الضمانات لهولا الممثلين ان ذهب المجلس الانتقالي الى تسويات سياسية بأن لا يحصل معه كما حصل لمحمد علي احمد في حوار صنعاء ..
8- ان الخطر الحقيقي الدي يهدد قضيتنا داخليا قبل خارجيا ان عيدروس الزبيدي مكن التيار الديني المتشدد من السلفين إدارة المجلس الانتقالي بتمكين السلفي من نائب رئيس الانتقالي, مع علمه بان هذا تيار يملك مليشيات مسلحة, فكيف اذا كنا نحارب الاصلاح لأنه يوظف الدين في السياسية فكيف نقبل بهذا على أنفسنا ونرفضه على غيرنا وهذا سيكون له أثر سلبي على مستقبل قضية الجنوب..
9- اذا كان المجلس الانتقالي سيقر في وثائقية أهدافه السياسية الإيمان بالسلم الإجتماعي والتداول السلمي للسلطة, فكيف سيقنع العالم والاقليم بهذا الهدف وهو يرفض تسليم ديوان المحافظة والمنزل للخلف ولا يدرك بانه يؤسس ثقافة لدى اي مدير تنفيذي بالعاصمة عدن ان يقتدي برئيس المجلس السياسي الانتقالي للجنوب , وهذا سيكون له أثر في النظرة الدولية بان الجنوبيين مستعدين على القتال للسلطة ولا يستحقون الاستغلال بدولة مستقلة..
10- فمن خلال هذه الحقبة الماضية والحاضره فماذا لا نستفيد من هذه التجارب السياسية بتسليم رمت سياسية الحرية والاستقلال للجنوب أرض وإنسان إلى المجلس الانتقالي كممثل شرعي وحيد لقضيتنا على نهج الفكر الأحادي دون القبول بالفكر التعددي في المنافسة على تمثيل الجنوب حتى لا نكرر أخطأ الماضي بالارتهان على الأشخاص دون الرهان على المشاريع الوطنية حتى لا نوقع مجددا في شرك مؤتمر شعب الجنوب, فعلينا ان ندعم كيان جنوبي أخر بفكر متعدد ليقول لداخل المحلي و العالم والاقليم قف ليس الانتقالي وحدة على ساحة الجنوبية بل نحن هنا حتى لا نسلم رقبتنا بنهج أتباع الفكر الأحادي ويعود بنا مجددا الى باب اليمن..