التأطير الفكري للمخاوف وحصرها في خيارين

ماذا لو فقدنا شرعية الرئيس هادي؟!

ان المخاوف التي نشأت على خلفية التوتر العسكري بشأن (مطار عدن الدولي), أوجدت توجسات بالخوف لدى العديد من الجنوبيين في التأطير الفكري للمخاوف وحصرها في خيارين أمام صفوف الشعب الجنوبي إما أن يكون مع ( الوجود الإماراتي او مع شرعية الرئيس هادي) ..

وقد ابدأ بعض السياسيين مخاوفهم بسياسة موجة للعاطفة الجنوبية نحو التأييد للوجود الإماراتي بتسأل, ماذا سيحل بالجنوب لو غادرت القوات الإماراتية؟، وأغلق الباب العاطفي على الجانب العسكري دون الأخذ بالجانب السياسي الشرعي الموازي للعمليات العسكرية لدول تحالف العربي في اليمن..

فإذا كان جميع الشعب الجنوبي والشمالي يدرك ويعلم بان الشرعية الدستورية اليمنية في المرحلة الراهنة, تتمثل في شرعية الرئيس الجنوبي (هادي) كشخصية اعتبارية قائمة في ضل تعطيل الإجراءات الانتخابية وانتهاء الفترة القانونية للبرلمان اليمني,, ومن خلال تلك الأدوات السياسية المعطلة تبقى شرعية (هادي) سيدت الموقف الشرعي و الدستوري ولا يعترف بغيرها المجتمع الإقليمي والدولي .

وطالما ان الرئيس الشرعي (هادي) قد أصدر قرار جمهوري يقضي بتعيين الإخواني علي محسن الأحمر نائبا لرئيس وما زال يحتفظ بتلك الصفة الدستورية حتى للحظة,, ومن هذا الاحتفاظ الشرعي للإخوان,, فهناك سؤال يجول في ذهني بين زحمة العواطف الجنوبية و يتحتم علينا كجنوبيين أن نضع الإجابة عنه في الحسبان السياسي..

والسؤال هو مالذي سيحل بالجنوب إذا فقدنا شرعية الرئيس (هادي) في المرحله الحالية ؟! , فإذا لا سمح الله حدث مكروه لرئيس (هادي ) و توفى بفعل فاعل او بالقضاء والقدر المكتوب له بالموت,, فمن سيكون الخلف لشرعية الدستورية باليمن,, ومن المؤكد ان جميع الجنوبيين يعلمون بان الخلف سيكون الإخواني علي محسن الأحمر بموجب الدستور والقانون وسيتعرف المجتمع الإقليمي والدولي بشرعيته وسيتعاطى معها التحالف العربي من دون شك..

فهل تعتقدون أيها الجنوبيين في حالة فقدان شرعية (هادي) وانتقالها إلى (الأحمر) ان عيدروس الزبيدي وشلال سيظلون في سلطة محافظة عدن او سيظل الخبجي وبن بريك محافظين في لحج وحضرموت,, واجزم قطعا بان الجنوب سيتحول إلى غنيمة سياسية للإصلاح ويتمدد نفوذه من باب المندب الى حوف بعناصرهم الجنوبية ,, وستذهب أحلامنا السياسية أدراج الرياح الإخوانية..

فكما ترون الأهمية العسكرية للوجود الإماراتي لابد ان يقابلها اهمية سياسية موازية لشرعية الرئيس الجنوبي وعليكم ان تتخيلوا ما الذي سيحل بالجنوب اذا فقدنا شرعية الرئيس هادي؟!!