عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الحيتان الجدد واليمن المنكوب !!

حلمنا كغيرنا -  نحن اليمنيين - أن نعيش بكرامة وأمن واستقرار ، بيد أنا أحلنا لمستنقع الانتظار، وهتكت كرامة شعب ، أدخل في زنزانات الحرب والفقر والفوضى، في وطن يتعرى أمام عالم أخرس، يبكي خوفا وجوعا وحرمانا ، ليله بلا أنوار ، وموقده بلا طعام ، يامن نزعتم الرغيف من أفواه الصغار، وعمرتم دنياكم من خراب دنيانا ، لسنا كيونس عليه السلام ، الذي خرج من بطن الحوت ؛ ليحيى ، نحن خرجنا من الحياة ؛ لنعود لأمعاء حيتانكم، وفي عيون صغارنا ، ودموع نسائنا آلاف الحكايات عن مآسينا، أنتم الليل الذي لا يحتمل العيش مع الضوء ، وماذا بقي لكم من سهام الغدر ؟ بعد أن أفسدتم أيما إفساد ، وحين أراد اليمنيون  تغيير شروط حياتهم البائسة ، أغرقتموهم في جولات من الفشل والنهب ،  ناسفين الدستور والقانون والعرف والأخلاق ، لم تعد أنات المقهورين وآلام الموجوعين وصيحات المظلومين تعنيكم في شيء ؛ لأنها تقض مضاجعكم، وتشكل خطرا يهدد كراسيكم ومكاسبكم، منتجاتكم ليست إلا الكوارث والنوائب ، والصراعات البينية القائمة على الهدم والانتقام والتهمة والإدانة .
 تحصدون من آلام اليمنيين ترفا وسلطة ، متناسين أن اليمن أضحت  ساحة صراع شرس ، يؤدي فيه اليمنيون دور الوكيل ؛ لتصفية حسابات اللاعبين الكبار .
 قال أحد القساوسة لآن جوبلز وزير دعاية هتلر ، قبل إعدامه : اتق الله في ،  فرد الوزير ، يا غبي ، لم يعد العصر عصر الله إنه عصر هتلر ، كانت نهاية الوزير الانتحار وعائلته وزعيمه ، واليمنيون يصيحون صباح مساء ، اتقوا الله فينا ،  ولسان حالكم يقول: إن العصر عصركم ، وعلى عكسكم ،  يمكن استذكار تشرشل رئيس وزراء بريطانيا ، إبان الحرب العالمية الثانية ، الذي رفض إعلان الأحكام العرفية ، وقال:  لا أجمع على شعبي وطأة الحرب ، ووطأة الأحكام العرفية ، وأنتم جمعتم علينا وطأة الحرب والفساد والنهب والفشل ، ازرعوا فينا عدلا وسلاما وتنمية واستقرارا ؛  نعطكم محبة وولاء ، ولتفتحوا بابا للسلام والمصالحة مع أنفسكم ومع الآخرين ؛ لأجل وطن لم يعرف حتى الآن طريقا للتعافي لأنكم داؤه وعلته .
#عبدالواسع_الفاتكي
كاتب ومحلل سياسي يمني