عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الأمن في تعز بين الواقع والمأمول

في تعز يسقط بين الفينة والأخرى مواطنون أبرياء من مختلف الأعمار ضحايا اختلالات أمنية ، تتمثل باشتباكات مسلحة بين أطراف متصارعة ، يذهب ضحيتها من ليس له ناقة ولا جمل ؛  فقط لأنه وجد في المكان والتوقيت الخطأ ، حتى عندما تقوم الحملة الأمنية بحملات لضبط الخارجين عن القانون والمنفلتين ، أو ما أصبح مشهورا تسميتهم بالمفصعين ، لا تخلو تلك الحملات أثناء مواجهتها لهم ، ومحاولة إلقاء القبض عليهم من سقوط ضحايا مدنيين جرحى وقتلى ، إذ أن تلك المواجهات تدور في حارات وأحياء وشوارع مكتظة بالسكان بالإضافة إلى أن الحملة الأمنية تجبر على استخدام السلاح جراء مقاومتها من قبل  الخارجين عن القانون .
غالبا لا يتم تحديد بالضبط قتلة المدنيين الأبرياء ؛ لأن الاشتباكات كانت بين مجموعة من المسلحين ، فيصعب تحديد هوية القاتل ، ومن ثم تذهب دماء الأبرياء هدرا وقربانا لمعارك وتصفية حسابات ببن مسلحين ، يجوبون شوراع المدينة صباح مساء ، وفي أحسن الأحوال يتم تحميل المسؤولية الأطراف الرئيسية المتسببة في حدوث الاشتباكات ، وتدريجيا فيما لو أخذ القضاء دوره ، ينتهي الأمر بدية أو يجد أهالي الضحايا أنفسهم أمام وساطات لصلح قبلي  بقبول التعويض المالي أو التنازل عن دماء الضحايا.
قلنا مرارا وتكرارا إن استمرار المظاهر المسلحة في مدينة تعز مدعاة لتعربض المدنيين للقتل ، وسببا رئيسيا لحدوث الجرائم ، والانتهاكات بحق المدنيين ، ولا يمكن لتعز أن تعود لها سكينتها ومدنيتها التي كنا نفاخر بها ، إلا إذا تم حظر التجوال بالسلاح وتقنين حمله ، وقصر حمله على رجال الأمن والجيش ، عند القيام بمهامهم المطلوبة منهم فقط ، والقيام بحملات أمنية مفاجئة ؛ تضبط المتجولين بالسلاح  مع مصادرة سلاحهم، يترافق ذلك مع انتشار أطقم وحدات الأمن في شوارع تعز ؛ لحفظ الأمن وفرض هيبة الدولة ، مع تسيير دوريات ليلية ، تجوب شوارع المدينة ، تشعر المواطن بوجود سلطات دولة إلى جانبه.  وتقطع الطريق على من يريد زعزعة استقرار المدينة .
اتخاذ إجراءات عقابية رادعة في حق من يطلق النار في المناطق الآهلة بالسكان ، يمثل مطلبا ملحا ، سيخفف من نزق المنفلتين ، ويضع حدا للموتورين العابثين بسكينة المجتمع ، حققت أجهزة الأمن في الآونة الأخيرة بعض النجاحات مقارنة  بالسنوات السابقة ، لكن من المخجل أن يحشرها المنفلتون والمفصعون في زاوية العجز والفشل ، الأمر الذي يقتضي الشروع في اتخاذ إجراءات صارمة ؛ تأخذ على أيدي المنفلتين ، وتحافظ على ثقة المواطنين بأجهزة الأمن ، حامية بذلك مدنية تعز واستقرارها، وقبل ذلك إصدار أحكام قضائية رادعة ومستجعلة ونافذة على من أدينوا بجرائم القتل والاعتداء على المواطنين  والسطو المسلح على ممتلكاتهم وأموالهم .