د. عيدروس النقيب يكتب:
عن الحوار الجنوبي-الجنوبي
سأتناول هنا مجموعة من البديهيات والحقائق في ما يتعلق بالحوار كمبدأ والحوار الجنوبي-الجنوبي على وجه الخصوص كما اتصورها على الأقل وهذه البديهيات هي:
١. الجنوبيون مختلفون وتلك ظاهرة طبيعية، ليست معيبة وليست حالة فريدة في العالم، بل إن هذه الحالة تصنع سببا من أسباب الدعوة للحوار وضرورته.
٢. لقد تابعت أنباء رفض بعض الأسماء والشخصيات الجنوبية المشاركة في الحوار الذي دعا إليه المجلس الانتقالي، وفي نظري أن من حق كل شخصية أو مكون أو تجمع المشاركة أو عدم المشاركة في هذا الحوار، وسيكون محمودا لبعض الإخوة المعروفين لو تقدموا أو تقدم كل منهم بأفكار مناظرة وبديلة أو مغنية لمبدأ الحوار بعيدا عن تصنع المناكفة وثقافة المشاكس لمجرد المشاكسة، كما من حقهم رفض الحوار حتى بلا مبررات.
٣. وفي هذا السياق أتمنى عدم التعرض للأخوة غير الراغبين في الحوار وعدم التهجم أو الشتم أو القذف تجاه إخوةٍ لنا فهؤلاء إنما يعبروون عن حقهم ومواقفهم مثلما يعبر المؤيدون للحوار عن حقهم وموقفهم.
٤. أنني أتمنى من المختلفين حول الموقف من الحوار التوقف عن استجرار الماضي والبحث عن إدانات متبادلة في محاولة لتبرير تعطيل التوافق الجنوبي-الجنوبي والالتفات إلى المستقبل فالمستقبل وليس الماضي، هو موضوع حوارنا ونضالنا
٥. وأهم البديهيات هي تلك المتعلقة بالهدف من الحوار وهو: النضال معاً من أجل استعادة الدولة الجنوبية كاملة السيادة على كل ارض الجنوب وبحدود الواحد والعشرين من مايو ١٩٩٠م، دولة لكل الجنوبيين وبكل الجنوبيين ومن أجل كل الجنوبيين، وكل ما يخص التفاصيل حول الأدوات والوسائل والمراحل وغيرها ستكون هي موضوع الحوار.
٦. وبالنسبة للأخوة الجنوبيين المتمسكين بشعار “اليمن الواحد” الاندماجي أو الاتحادي فهذا من حقهم لكن الحوار مع هؤلاء سيكون في مقام آخر وسياق آخر، وفي إطار الحوار مع ممثلي الدولة اليمنية، أي في إطار الحوار الجنوبي-الشمالي حول مستقبل الدولتين.
٧. وأخيرا إن الحوار الجنوبي-الجنوبي لا بد أن يكون حوارا مفتوحاً قائماً على التكافؤ والندية، بعيدا عن ثنائيات التابع والمتبوع أو الآمر والمأمور.
إنني إذا أحيي مبادرة المجلس الانتقالي الجنوبي في الدعوة إلى الحوار أدعو جميع الشخصيات الوطنية والمكونات السياسية والمجتمعية الجنوبية إلى التعامل بإيجابية مع هذه المبادرة،
وأدعو أن لا يكون عدم الرضى عن الداعي سببا لرفض الدعوة، لأننا هنا نتحدث عن مستقبل الوطن وليس عن مستقبل صاحب الدعوة إلى الحوار.
انخرطوا في الحوار لأن البديل له هو استمرار التشتت الجنوبي وخدمة أعداء الجنوب بوعي أو بغير وعي.
هناك تفاصيل عديدة حول هذه القضية يمكن ينتناولها في وقفات لاحقة.