علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):
لكم دينكم ولي دين
إن إتفاق بعض من كانت قيادات جنوبية في الماضي على محاربة دعوة المجلس الإنتقالي للحوار الجنوبي ما هو إلا إنتقاص لهم، و مفخرة للإنتقالي، فدروس الماضي و الحاضر ينبئان الجنوبيين بأن الطريق المستقيم لإستعادة وطنهم واضح المعالم، فعلى الجميع استنباط تلك الدروس منذ 1967م و حتى ما قبلها الى اليوم. و أما سلوك طريق الخراب واضح العيان و يراه الجنوبيون رأي العين في الجنوب لما وصل اليه من دمار في جميع الميادين.
لا ينبغي ان تظلموا شعب الجنوب و تعتقدوا بأن الزمن كفيل بتنظيم الأمور، لانه كلما تركتم الأحوال تسير على حالها و لا تحركوا ساكنا كلما غرقتم اكثر في التخلف و الأنانية و المناطقية، لهذا لا بد من تحمل المسؤولية من قبل كل المكونات و الفصائل الجنوبية لانقاذ الجنوب.
صدقوني ان أي تضحية اليوم ستكون بالتأكيد اقل كلفة من تضحيات الغد و مفاجأته، لان أي تأخير أو تاجيل في الحوار بين الجنوبيين سيندم عليه الجميع في المستقبل خصوصا ان التغيّرات العالمية و الاقليمية متسارعة و لا يستطيع احد التكهن بها.
ان من حسن الحظ أن الاغلبية الساحقة من شعب الجنوب لا يزال متمسك بهذه القيم السامية التي ذكرتها رغم محاولات اعداء الجنوبيين و عملائهم لافساده و تمزيق اواصره.
انا انصح الجميع في حوارهم بأنه لا بد من التوافق قبل بدء المؤتمر الجنوبي على ضرورة احترام الخلفيات السياسية لكل مكون جنوبي، و انا اعرف أن الجنوبيين كما هو معروف شعب مُسيّس منذ فترة طويلة. لذا يجب إيجاد قواسم مشتركة بين افكارهم المتعددة و المتناقضة احيانا وفق مبدأ
“لكم دينكم و لي دين”.
عليكم ان تتعلموا من دروس الماضي فليس احد خير من احد بعد تجربة الجنوبيين منذ الستينات، و ما عليكم الا بناء قاعدة صلبة لانقاذ شعبكم تعتمد على التسامح و التصالح و التفاهم و العفو بعيدا عن الاحكام المسبقة.
الخلاصة:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
قيل لأحدهم: قُل لي مساوئ عثمان بن عفان، و مناقب علي بن أبي طالب!
فرد عليه: لو كانَ لعثمان مساوئ أهل الأرض، ما ضرتك! و لو كان لعليٍّ مناقب أهل الأرض، ما نفعتك!
فعليك بخصوصيةِ نَفسِك، فإياكَ أن يكونَ شُغلُك الشاغل، عيوب فلان و سقطاته و زلاته، فإنك لاتُحَاسَبُ عليها!
وحسناتُ الناسِ لأنفسِهم لا لك، فاشغل نفسَك بإصلاحِ عيوبِك و التوبةِ من سيئاتك و زيادةِ حسناتِك، فهي الباقيةُ في كتابِك.
فعلامةُ خُسرانِ العبدِ إنشغاله بعيوبِ الناس!
ان شعب الجنوب سيصنع حريته، و سيستعيد دولته، فالعبيد هم من يطلبون الحرية، و الشعب الجنوبي ليس عبداً لأحد.
د. علي جارالله