د محمود السالمي يكتب:
الشرعية والانتقالي ودروس أحداث أفغانستان
جاءت الجبهة القومية بعد الاستقلال وقضت على القبيلة وعملت دولة شمولية ما يقدر يفلت من عقابها أحد، وجاءت الوحدة وقضت على دولة الجنوب وأصبح بدون قبيلة وبدون دولة قوية.
ومنذ أن خرج الحوثي من الجنوب في 2015م لا قدرنا نعيد الدولة ولا القبيلة، والدولة بالطبع هي الخيار الوطني الأفضل لشعوب الدنيا قاطبة.
موضوع الحوار مجرد إهدار للوقت والجهد، ولن يترتب عنه أي شيء جديد.
هناك ناس لها مشاريع مختلفة، وناس تبحث عن مصالح، والتباين في المواقف مسألة طبيعية، وفي كل المجتمعات، وستستمر إلى أن يرث الله الأرض.
إذا أنت قوي قد الناس باتجي لك من نفسها، وإذا أنت ضعيف بايهرب عليك الذي معك بالجيب، وتجارب العالم كلها تشهد بذلك.
لن تهتم الشرعية بما حصل في أفغانستان، ولن تتعلم منه، هي تدرك أن لا مستقبل سياسي لها، وأن أي حل قادم سيذهب بها بعيدا عن السلطة.
ولذلك انشغلت من أول يوم من عمرها في الفساد وحسب، وأصبح أعظم هدف لكل مسؤول فيها مقدار الثروة الشخصية التي سيخرج بها من مدة وجوده فيها.
لكن ماذا عن الانتقالي، هل سيتعلم مما حدث، وهل سيدرك أن السيطرة على الأرض هي من تصنع المستقبل، وأن القوة المنظمة هي من تحقق النصر، وأن الفساد الذي بدأ ينتشر في وحداته العسكرية سيصنع فنادق ومطاعم ولن يصنع وطنا؟