وإذا كان من دروس عربية خلال الحقبة المظلمة، فهو عدم السماح بتفاقم الخلافات، سواء داخل حدود البلدان، أو بين الدول، ذلك أن مسار الازدهار العربي مترابط، ولا يمكن للقطيعة بين الأشقاء، إلا أن تكون إضافة جديدة للأزمات التي يواجهها العرب، في ظل تحديات إقليمية وعالمية، تفرض يوماً بعد يوم، التقارب، وتبني منظوراً جديداً في حل الخلافات، وإبقاء قنوات الحوار الثنائي فعالة، وهو ما ينطبق اليوم على العلاقات بين البلدين الشقيقين، الجزائر والمغرب، والمسار المؤسف الذي آلت إليه تطورات العلاقات بين البلدين.
التحديات التي يواجهها العرب، ليست قليلة. تم تجاوز العديد من الأزمات خلال السنوات الأخيرة، ومسار السلام يتقدم خطوات على الحرب والاضطرابات، والعرب أحوج ما يكونون إلى التضافر والتعاون، وعدم السماح بأزمات جديدة، قد تشكل ثغرة في جدار التضامن العربي، الذي بدأ يتعافى شيئاً شيئاً، بعد سنوات من التدمير المنهجي، الذي اجتاح العديد من الدول.
المغرب والجزائر بلدان شقيقان، وتجمع بينهما أواصر الأخوة والتاريخ المشترك، ومحطات مفصلية عبر قرون مضت، وما الخلافات التي تظهر بين حين وآخر، سوى محطات جانبية، لا تؤثر في العلاقات الضاربة بجذورها في التاريخ.