د. عيدروس النقيب يكتب:
ملاحظات حول طريق باتيس – رُصُد
سأتوقف على السريع عند الجهود الجديدة التي تبذل من قبل أبناء مناطق يافع بغرض إعادة تفعيل مشروع طريق باتيس-رُصُد-معربان- لبعوس، وهو مشروع استراتيجي يختصر مئات الكيلو مترات بين آخر نقطة على ساحل أبين وعاصمة محافظة أبين مدينة زنجبار وبين مناطق يافع بما في ذلك المناطق الواقعة في إطار محافظة لحج (الحد، لبعوس، المفلحي ويهر واليزيدي وبعض مناطق الناخبي) ومن ثم المحافظات الشمالية.
لن أتحدث عن المراحل التي مر بها المشروع حتى وقعت اتفاقية التنفيذ بالتمويل القطري قي العام 2008م وما تلى ذلك من أعمال تنفيذ ثم أسباب وعوامل إخفاق المشروع، مع كل التقدير للجهود التي بذلها المهندسون والعمال أثناء فترة العمل بالمشروع.
لكنني سأتوقف عند ملاحظات بعضها ورد من قبل بعض الناشطين من أبناء المنطقة وجميعها تصب في محاولة صناعة آلية تضمن نجاح الجهود النبيلة التي أبداها المتفاعلون من أبناء المنطقة وهم غالبا من المغتربين المقتدرين وبعضهم محدودي القدرات لكنهم تفاعلوا بإيجابية مع المبادرات المطروحة وللجميع كل آيات الثناء والعرفان.
أجد نفسي ميالا إلى المقترحات التي تؤكد على ضرورة تنظيم الحماس العاطفي الشعبي الرائع وتحويله إلى طاقة فعالة منتظمة ودائمة تتواصل حتى إنجاز المشروع، وفي ظني إنه من المهم العمل بالآتي:
1. تشكيل لجنة إشرافية للمشروع من أبناء المنطقة المشهود لهم بالخبرة والنزاهة والمثابرة، تتولى الإشراف على التمويل والتنفيذ من خلال مناقصة يتنافس فيها أكثر من مقاول مؤهل.
2. تشكيل لجنة رقابة من مختصين ماليين ومهندسين أكفاء تتولى التدقيق في الصرفيات المالية وكذا مستوى التقيد بالشروط الفنية والهندسية للمشروع وإعداد تقارير علنية للرأي العام بهذا الشأن.
3. يمكن عقد المقاولة بالقطعة ، أي بعدد من الكيلو مترات (شقًّا وردماً وسفلتةً وحمايات جانبية ومنافذ مياه وغيرها) في ضوء ما يتوفر من المبالغ المالية التي يتبرع بها الأهالي.
وفي هذا السياق من المهم الإشارة إلى أن السبب الرئيسي لجرف بعض المناطق المسفلتة كان عدم وجود الدفاعات ومنافذ تصريف المياه وهو ما يستدعي إعادة بناء الدفاعات على ما تبقى من تلك المناطق.
4. ومن المهم أن تتواصل وتتسع دائرة التبرع لتشمل عدد أوسع من المقتدرين من رجال المال والأعمال سواء من أبناء المنطقة أو غيرها من المناطق، فالطريق يمثل خدمةً ليس فقط لأبناء مديريات يافع في أبين بل ولجميع المديريات في محافظتي لحج وأبين ومديريات ومناطق من محافظات أخرى.
قبل الختام يطيب لي أن أتوجه بالتحية والتقدير لكل رجل وامرأة ساهموا في دعم هذا المشروع، وقد لاحظت أن هناك أناس محدودي الدخل ممن أعرفهم شخصياً تقدموا بعشرات الآلاف لكننا لا ننسى الجميع ومنهم من تبرع بعشرات ومئات الملايين وللجميع أتوجه بأسمى معاني التقدير والإجلال والإكبار وأسأل الله أن يجعل كل ريال قدموه ترجيحاً لكفة ميزان حسناتهم.
التحديات كبيرة وكثيرة لكن الإرادات المتماسكة والإصرار على بلوغ الإهداف المرجوة كفيلةٌ بتذليل المصاعب والتغلب على العقبات التي ليست هينة بأي حال من الأحوال.