مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

لماذا يُهمش دور الاتحاد الاوروبي في حل الازمة اليمنية؟

تشكل الأزمة اليمنية خطرًا جسيمًا على المنطقة والعالم ، وعلى خلفية الصراع اليمني  تزدهر المنظمات المتطرفة  فضلاً عن تقويض الأمن البحري في خليج عدن و بحر العرب وهما شريان نقل حيوي .
  ان ضعف السياسة الخارجية للبلاد الناتج عن   الحرب وعدم القدرة على اتخاذ قرار داخلي موحد وعدم توضيح خطوط المصالح الاقليمية والدولية في اليمن  جعل المواقف الخارجية الدولية منهارة  في قضية حل الأزمة اليمنية .
حصرت الدبلوماسية اليمنية الازمة اليمنية بأطراف محدودة بعيداً عن التعددية في المصادر الدولية لحل الازمة  .
صحيح ان التعددية الدولية اليوم في حالة سيئة و تواجه ممارساتها المعتادة ومبادئها الأساسية العديد من التحديات ، بدءًا من الخطاب الأحادي الجانب المنبثق من العديد من قادة الدول في جميع أنحاء العالم  الذي تحول إلى أزمة عميقة للعديد من المنظمات والأنظمة المتعددة الأطراف على المستويين العالمي والإقليمي للسياسة العالمية ، إلا  ان ذلك لا يعفي القائمين على  السياسة الخارجية اليمينة من التوقف في تنوع المصادر  الخارجية الداعمة لحل الازمة اليمنية وعدم البقاء على النسخ الاقليمية والدولية المتكررة .

على الرغم من حقيقة أن التغيير في قيادة الدولة العليا في اليمن بعد بداية الربيع العربي جاء بعد سيناريو أكثر ليونة مقارنة بليبيا أو سوريا ، إلا أن الفترة الانتقالية هنا لم تتوج باستقرار الوضع السياسي والاقتصادي وبداية إصلاحات منهجية ، والسبب تأثر اسس النظام السياسي للجمهورية اليمنية إلى حد كبير بالعامل القبلي والمذهبي والحزبي الضيق ، وهذا واضح في تفضيل السياسيين والدبلوماسيين اليمنيين الى تحويل المسؤولية عن مشاكل البلاد إلى بعضهم البعض ، متهمين خصومهم بتقويض عمل المؤسسات المتعددة والضعيفة الحكومية  بشكل مباشر أو غير مباشر ،  دون ادنى تقييم  للأوضاع الجيوسياسية  الداخلية لليمن و منطقة الشرق الأوسط  والخليج ، ومشاكل العلاقات العربية البينية والمصالح  والأزمات الإقليمية و المشاكل الأمنية الدولية .

الاتحاد الاوروبي أحد اللاعبين الرئيسيين في الساحة العالمية مع مصالح ومسؤوليات كبيرة  فيما يتعلق بالأمن الإقليمي والعالمي ، و في إطار سياسته الخارجية المشتركة  يعمل الاتحاد الأوروبي كصوت موحد في القضايا الدولية الرئيسية ، كما يمتلك الاتحاد الأوروبي مجموعة أدوات مؤثرة واسعة النطاق للسياسة الخارجية ، لكن التهميش المتعمد لبرامج بحث حلول الازمة اليمنية  باشراك الاتحاد الأوروبي  من داخل اليمن غير مفهوم ، مع من المفروض منذ بداية الازمة كان يجب ان يكون الاتحاد الاوربي  احدى الاوراق الاستراتيجية  الاهم لليمن.

الاتحاد الأوروبي يشجع التحول الديمقراطي الشفاف و يلعب دورًا مهمًا في عملية السلام في الشرق الأوسط  وفي الدبلوماسية مع إيران  وفي تعزيز الاستقرار في غرب البلقان ، بما في ذلك كوسوفو ، و لدى الاتحاد الأوروبي أفراد عسكريون وضباط شرطة وقضاة يساعدون في إنقاذ الأرواح وتحقيق الاستقرار في الكثير من البلدان والمناطق حول العالم اثناء وبعد النزاعات ، لكن سياستنا ودبلوماسيتنا الهشة والمشتتة جعلت الاتحاد الاوروبي يتمترس خلف الموقف الأممي الذي لا يهش ولا ينش بشأن الازمة اليمنية ويستمر في التعامل مع الشؤون الإنسانية اليمنية فقط .