علي محمد جارالله يكتب لـ(اليوم الثامن):
الحوار الجنوبي واجب وطني
في السابق كان المجلس الإنتقالي الجنوبي يتواصل مع بعض المكونات الجنوبية، و يدعوها للإنضمام اليه، و كنت شخصياً انصح بعض ألأصدقاء في الإنتقالي بأن هذا الأسلوب لن ينجح، فعاد المجلس الإنتقالي ليعيد ترتيب الأمر، و لهذا شكّل فريقاً لإدارة الحوار الجنوبي، و الذي حقق مكاسبا كثيرة حتى الآن في حواراته مع المكونات الأخرى الجنوبية.
• الشعب دائماً اقوى
علمتنا تجربة ثورات الربيع العربي أنه عندما يكون للشعب إرادة حرة، فأنه يستطيع التغّلب على الحكام الظالمين فنرى:
1) في تونس في 17 ديسمبر 2010م خرج الشعب مطالبٌ برحيل زين العابدين بن علي الذي هرب في 14 يناير 2011م.
2) في مصر طالب الشعب الرئيس مبارك بالتنحي الذي استمر حاكماً لمدة 30 عاما، و تنحي في 11 فبراير 2011م.
3) في اليمن طالبت الجماهير صالح الذي حكم اليمن 33 عاما بالتنحي، و تنحى مرغماً في 27 فبراير عام 2012م، و لقي مصرعه على يد الحوثيين بعد 5 أعوام.
4) في ليبيا طالب الشعب بتاريخ 17 فبراير عام 2011م بتنحي القذافي الذي حكم ليبيا 42 عامًا، و قُتل «القذافي» في 20 أكتوبر عام 2011م.
5) في الجزائر خرج الجزائريون في منتصف فبراير 2019م مطالبين بوتفليقة بالرحيل و قد بقى فيها حاكماً 20 عاماً، فأستقال ليترك كرسي الحكم المتحرك.
6) في السودان في منتصف ديسمبر 2018م إحتج الشعب على البشير، و بعد اربعة أشهر اعلن الجيش إنقلابه على البشير و وضعوه تحت الإقامة الجبرية.
تمكّنت الشعوب العربية المذكورة من التخلص من 6 حكام عرب، و لكنها إختلفت مع القضية الأساسية للوطن، و فشلت في إختيار قيادة حكيمة متفق عليها و مشتركة من جميع الفصائل، مما أدى الى تسلّق الإخونج لسرقة نضال هذه الشعوب، لأنها كانت إرادة بلا قيادة، لهذا حدث صراع بين فصائل الثورة بعد أن كانوا متفقين على هدف واحد و هو تغيير النظام، و بعد النصر تشظى الهدف الى أهداف، و اصبح كل مكوّن له هدف خاص به، و صارت ثوراتهم فعلاً نضالية و لكن نضالية ناقصة.
علمتنا ثورات الربيع العربية أن الإرادة و إن كانت حرة قادرة، إلا أنها لا تكفي من دون قيادة حكيمة مُجمع عليها تقود الأمة إلى بر الأمان.
على ابناء الجنوب أن يعوا الدرس جيداً، فقد عمل أعدائهم منذ البدء على تقسيم الأهداف للجنوبيين، و اصبحت هناك عدة مكونات كلٍ يغني على ليلاه، و هناك من يُغذّي بعض المكونات بالمال لإغرائها أن تبتعد عن التوحّد تحت راية جنوبية واحدة و هي القضية الجنوبية.
• الحوار الجنوبي حق
ان التقاء فريق الحوار الجنوبي الذي شكله المجلس الإنتقالي للإلتقاء بكل مكونات الجنوب المختلفة، و الإلتزام لهم بالذهاب الى قمة جنوبية شاملة تعمل على إشهار جبهة جنوبية واحدة هو عمل وطني نشكر عليه المجلس الإنتقالي. لقد قال أحد الساسة الجنوبيين المحترمين " اًن القضاياً الوطنيه هي قضايا الجميع، لاًنها تخص الجميع و مسؤولية الجميع و تتطلب وحدة الصف، و هذا يعني بانها غير قابله للتعدّد و غير قابله للحزبيه".
• الخلاصة:
ليس شرطا أن نتفق 100% لكي نعمل معًا، و لكن يجب أن نحترم بعضنا عندما نعمل معاً.
د. علي محمد جارالله ((ابوظبي))