مصطفى النعمان يكتب:

هادي هو المسؤول ولكن ليس وحده

سلمت كل القيادات كامل صلاحيات تسيير شؤون الدولة إلى الرئيس هادي.

لم يعترض أحد على أي من قراراته وإجراءاته ولم يستشر هو أيا منها في أي قرار أو إجراء اتخذه… وهو بدوره أحال كل قضية وطنية إلى نجليه.

فهم الرئيس لمسؤوليات وحدود الصلاحيات الممنوحة له بشكل خاطئ، لم يجرؤ أحد على الإطلاق على تنبيهه للآثار المترتبة على ذلك، وهو تمسك بأن المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية أقوى في سلطاتها من الدستور القائم.

 أقال بحاح ثم ابن دغر بصورة يمكن وصفها بالمسيئة له شخصيا لجهل في المعقول والممكن والتوقيت.

كانت "كل" القيادات مستسلمة لرغبات الرئيس ونهجه في إدارة الدولة.

ولعل التسجيل الذي سربه الحوثيون عن المكالمة الشهيرة بينه وبين أمين عام مؤتمر الحوار أحمد بن مبارك يعطي صورة فاضحة لأسلوب الرئيس في التعامل مع القضايا المصيرية.

ولعب حينها ابن مبارك وبنعمر دورا سلبيا في إعطاء الرئيس الوهم بأنه صاحب القرار في كل صغيرة وكبيرة.

ارتبك الرجل لأنه لم يكن يعرف تفاصيل المجتمع اليمني وتعقيداته فأدخل الوطن كله في ثقب أسود.. وصمتت القيادات خشية غضبه وقطع أرزاقها وطرد أبنائهم وأقاربهم من المواقع التي حصلوا عليها بخرق كل اللوائح والقوانين.

الفشل الذي نشهده اليوم هو محصلة طبيعية لعجز الرئيس وأيضا لتخاذل القيادات الحزبية والسياسية التي قبلت كل ما يرغب به الرئيس ولم تضع الوطن نصب أعينها.