د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):
يا أهل اليمن لستم أهل الحكمة والايمان !!
منذ سبع سنوات ومدن وقرى اليمن شمالا وجنوبا تتشح بالسواد...
رائحة الموت والبارود والرصاص دخلت كل بيت..
والدم اليمني يسيل في الجبال والهضاب والرمال..
وغبار المعارك فوق رؤوسنا .. والألغام تتفجر تحت أقدامنا
الأحزمة الناسفة تمزق أجساد شبابنا.. وتنثر أشلائهم
البيوت تنسف .. والأحياء تقصف والمدن تدمر ..
الجوع يفتك بعشرات الألوف من الرجال والنساء والأطفال..
الأمراض والأوبئة تنتشر كالطاعون تحصد الأرواح..
القرى محاصرة .. والطرق مقطوعة والخوف يسكن النفوس..
لا فرق بين الأحياء والأموات.. الفرق هو أن البعض ميت فوق التراب والآخر تحت التراب..ونقول لكل تجار الحروب وعشاق السلطة الذين يحرقون الحرث والنسل من أجل المصالح والمناصب .
ليس كل من عارض سلطتكم الغاشمة و طالب بالحريات العامة وحقوق المواطنة المتساوية قد خرج وحاد عن الفضيلة ، وليس كل من رفض حكم ولاية الفقيه قد خرج من الملة والدين !!
وليس كل من تسلط من علماء باسم الدين والولاية والوصاية قد أحل لنفسه الحصانة
وليس له الحق أن يصنف الناس كفارا و ملحدين ويبرئ ساحة من والاه !!
وليس كل من صدع بالحق بصوته وعارض بطش القبيلة وسدنة الضلال قد تنصل عن أصله وفصله ووطنيته وعروبته ودينه !!
راجعوا أنفسكم ونظرتكم للآخر الحر، وليس من حقكم
أن تسوقوا الناس سوق الإبل إلى حظائركم !!
وليس من حقكم تحت بنود العيب والعرف والعادات، و نصوص التفسيرات العوجاء والغير منطقية ، وإدارتها مع الهوى حيث دار، وعلى هوى قلوبكم السوداء متى شئتم، أن تقولوا هذا حلال وهذا حرام!!ّ
و نقول لكم عن أي إيمان في اليمن تتحدثون، وأي حكمة تدعون ؟؟
أهو إيمان الحوثيين و المتحوثين ، أم هو إيمان الزيدية الطائفية السلالية، أم الهاشمية البدعية المتدثرة بالدين ؟؟
أم عن إسلام المشايخ والزعماء، أم عن إسلام الحكام أم العامة من الناس؟؟
وعن أي حكمة يمانية تتكلمون؟ وهل هي آكل مال اليتيم، أم عن ضياع الأمانة، وشهادة الزور والحلف والحنث باليمين؟
أم هي عن ظلم المرأة وأكل حقوقها، أم عن بيع القاصرات وانتهاك الحرمات ؟
أم هي في أكل أموال الناس بالباطل وحقوق الأرامل والأيتام ؟؟
أم هي في السطو على أراضيهم وبيوتهم؟؟؟
أم الحكمة لديكم في الرشاوي وأكل مال السحت، أم عن السرقة والفساد والنهب وقتل النفس التي حرم الله إلا بالحق؟
كل ذلك يحدث تارة باسم الدين، وتارة باسم النبي وآل بيته، وتارة بالهاشمية ، وتارة أخرى بالقوة والعنجهية؟
وهل الإيمان لديكم استباحة أموال المواطنين لصالح مشايخ السلطة الدينية، أم مشايخ القبيلة؟
أم هي إراقة الدماء، ونشر المخدرات ، والخمور ، والزنا المستفحل، وخطف الأطفالّ؟؟
وهل كل ذلك في فهمكم القاصر من الحكمة اليمانية؟!!
أم هو في الحروب وتفتيت الدولة والمجتمع... أم هو في العمالة والخيانة الوطنية.. والارتهان.. لإيران و بيع اليمن بأبخس الأثمان لكل طارق ولاقط ؟؟
و هل حقا وصدقا بعد هذا كله أن نقول : "الإيمان يمان.. والحكمة يمانية!"
وهي في الواقع قد اختفت مع الأنصار منذ 1400عام ّ؟؟!!
الشعب اليمني اليوم منقسم إلى فئات ثلاث:
-ا لفئة الأولى : تريد اغتصاب الحكم باسم الرب والسلالة..وتدعي أنها ظل الله في الأرض ..وتتحالف مع عصابات قبلية فاسدة ربت عشرات القطط السمان على موائدها شمالا وجنوبا ..وتدين بالولاء لولي نعمتها الهالك "صالح " وهو ليس بصالح وقد خلعه الشعب بعد أن أشعل الفتن في كل بيت ولقي مصرعه.
وحزب شيطاني يتقمص بالدين ومسوح الرهبان ويطلق أسراب الانتحاريين من شياطينهم الدواعش والطواهش يفجرون أنفسهم وسط الآمنين الأبرياء ويزهقون الأرواح باسم الدين !!
- شياطين ضالة يعتقدون أنهم على صواب وأنهم من طيور الجنة لقنوهم أن الحور العين تنتظرهم على أبواب الجنة !!
- الفئة الثانية: كانت شريكة وحليفة مع " صالح " في الحكم سابقا وامتطت جواد الشرعية " ويقتات القسم الأكبر منهم على دماء الشعب اليمني وتدعي أن لها الحق في الولاية والوصاية على الشعب اليمني الذي لا زال قاصرا في نظرها و في حاجة الى وصايتها .!!
- الفئة الثالثة: تتألف من باقي المكونات وسقط المتاع والتيارات المتطرفة وكل من لديه مليشيات يسلطها على الشعب المغدور المكلوم "المقهور" الذي يصارع من أجل البقاء حتى أصبحت أحلامه سرابا وتتقاذفه تلك الفئات الثلاث وكلها تدعي وصايتها عليه !!
وبعد هذا كله لا تظنوا يا أهل اليمن أنكم أهل الحكمة والإيمان فما قاله الرسول لا ينطبق عليكم اليوم بل على صحابته والتابعين المجاهدين في عهد الإسلام الأول من الأنصار!!
أما أنتم لستم سوى نبتة جاهلية أشد عداوة للإسلام من أبي جهل ،وأكثر نفاقا من عبدالله بن سلول ...أنتم قرامطة العصر ..!!
د.علوي عمر بن فريد