الى من يهمه الامر .. ولا يهمني من يكون
الم تكفيكم الاعتقالات التعسفية و العبث اللاقانوني لتضيفوا خدمة جديدة ( ان المعتقل يموت و يحفظ في ثلاجة الموتى بدون علم أهله ) ؟؟؟؟؟؟
الا تدركون ظلمكم لهؤلاء المعتقلين حتى بعد موتهم
الا تخشون عقاب الله و دعوات الامهات ...؟؟؟؟؟؟؟
المتوفي رقم ( ٣ ) ، اصيل احمد ناجي / ٢٤ سنة / من ابناء لحج ...كان في حياته ( متهم ) بإنتمائه للقاعدة و الان بعد ما انتهت حياته لا نعلم هل اثبت القضاء ادانته ام برائته !
اصيل من اسرة بسيطة جدا و خلوقة ، لايملك شاصات ولا اطقم ليحتشد معها العشرات في ساحة العروض ... ويطالبوا في التحقيق بوفاته لمعرفة السبب الحقيقي لاصابته بنزيف داخلي حاد !
لم يكن الضرب و التعذيب الذي طال اصيل خافي على الجميع ، كان ينال حصته كباقي المعتقلين منذ اليوم التول لاعتقاله ونقله الى مكان مجهول مبدأيا ...
ايدنا الامن و صفقنا طويلا املين تفعيل القانون و الحفاظ على كرامة المعتقل وحقوقه الطبيعية ..ولكن اصبحت كفة الميزان مثقلة بعدد المعتقلين و لم نجد اجراءات قانونية لاعادة بوصلة الميزان الى المنتصف .
المتوفي رقم (٣) مواطن بجسد هزيل عمرة ٢٤ سنة ، افترسته الفرص التي تطايرت لتعطي حثالات القوم حقا في تعذيب و اذلال الاخرين ، وتمكنهم من النيل من حقوق الانسان الذي نتمناها حتى بعد الموت ...
يرقد اصيل الان في ثلاجة الموتى من مساء امس اذا صح التوقيت برغم ان هنالك من اكد لي انه قد توفي قبل امس ! دون ضجيج .
مات الشاب اصيل ولم يخبروا اهله حتى ، كانت صدفة مؤلمة ان تخبر احدى الممرضات اخت اصيل ان هنالك جثة لسجين يحكى انه مات اثر جلطة دماغية ونزيف دماغي حاد انهى حياته ، اخبرتها الممرضة عن الاسم كامل لتجده اخوها المسجون .... ليست فقرة من رواية درامية هي بعض ما نعيشه في عدن الان .
ام اصيل لم تستوعب بعد ان ولدها الان في ثلاجة الموتى لانها بكل حب تتمنى لو انها تحتضنه للمرة الاخيرة قبل وفاته و تحادثة ايضا ... حلمت طويلا بعودته سالما الى منزلها ... لم تفقد الامل ان اصيل سيعود اليها كما عاد من جبهات القتال في حرب ٢٠١٥م كانت تثق بقانون مات مع اول طلقة اشعلت الحرب ، وتؤمن ان النيابات و المحاكم ستفعل وينتهي كابوس ولدها .....
يقبع في السجن الان الف اصيل ، و سيضاف فوقهم مليون اصيل و ستزدحم السجون و تستمر الحكاية التعيسة التعسفية اللا قانونية في اعتقال ابنائنا و تعذيبهم و اذلالهم و تجريدهم من حقهم في ابسط الاجراءات القانونية من عرض على النيابة و المحاكمة ، كل حلمهم ان يتحولوا من معتقلين الى سجناء ... يحملون برأتهم او يحصدون نتيجة اثبات ادانتهم..... يا الله نحن نقف اليوم عاجزين في وطن تقتلة الفوضى ...
اتعلمون اين يكمن الوجع الذي اتمنى ان يغرس في قلب كل من يساهم في سلب حقوق المعتقلين .. الوجع القاتل ان ام اصيل تنتظر السماح لها بدفن فلذة كبدها و يبدوا لي ان هنالك من يخشى خروج اصيل حتى( بعد موته ! ) ..
وما زلت اتسآئل لربما كان نزيفه الداخلي بفعل فاعل .
( حسبي الله ونعم الوكيل ..)
#المتوفي_رقم٣
#نور_سريب
#Noor_Surib