د. عيدروس النقيب يكتب:

شبوة مرةً أخرى.. متى يستفيق المعنيون؟؟

ستظل شبوة عنوان الإباء والصمود، والنصر بإذن الله من حيث أرادوها أن تكون عنوان انكسارنا وفلاح مكائدهم الخسيسة.

منذ أسبوع على التوالي تتواصل المؤشرات على أن شبوة فاض بها الكيل ولم تَعُدْ تقبل الخداع والمراوغة والتزييف، ولا العبث الذي تمارسه سلطتها المعزولة عن الناس ومتطلباتهم وتطلعاتهم في الحرية والكرامة والتنمية والاستقرار.

كنت بالأمس قد تناولت مجموعة من المؤشرات تتضمن الرفض المطلق لما يحاك لشبوة  وما يدبر ضد أهلها ومستقبلهم وتاريخهم وهويتهم الجنوبية، وكنت أود الاكتفاء بهذه المؤشرات لولا بروز معطيات جديدة تؤكد ما توقفت عنده بالأمس.

نشر اليوم صديقي وزميلي النائب البرلماني المحترم محمد بن عفيف الحميري بياناً يدعو  فيه “كافة الشرفاء من مشايخ وأعيان وناشطين شباب وجميع شرائح المجتمع المختلفة في شبوة عامة، للوقوف صفا واحدا أمام التحديات التي تواجهها المحافظة وفي مقدمتها تمدد الحوثيين وارتفاع الأسعار وانهيار العملة والممارسات التعسفية من قبل السلطة المحلية”.

كسابقاتها من الرسائل تضمنت رسالة الزميل الحميري دعوة إلى رئيس الجمهورية والتحالف العربي للوقوف الجاد أمام معانات أبناء شبوة من سياسات الإفقار والغلاء وسوء الخدمات فضلا عن تسليم مديريات بيحان من قبل سلطات شبوة العسكرية والأمنية والمدنية هدية مجانية للحوثيين، مطالباً بمحاسبة كل من تسبب في هذه الهزائم ومن يطلق الذخيرة الحية على المعتصمين السلميين في العديد من المديريات رفضاً للسياسات التي تدار بها المحافظة.

وقال الحميري حرفياً ” إن ما حصل من اعتداء من قبل قوات الجيش على مخيمات المعتصمين السلميين من أبناء رضوم و الروضة وميفعة و فظها باستخدام الأسلحة و الأعيرة النارية بطريقة همجية غير مقبول و مرفوض رفضاً قاطعاً وكان الاجدر بهذه القوات التوجه لجبهة بيحان لتحريرها بدلاً من اقلاق السكينة العامة”.

السؤال الذي يطرح نفسه بقوة وجلاء هو متى سيستفيق المعنيين بهذه الرسائل الهامة التي يعبر من خلالها معظم المجتمع الشبواني عن رفضه لاستمرار الوصاية عليه من قبل صُنَّاع الإخفاقات ومنتجي الهزائم ؟ ومتى يفهمون أن استمرار التفرج على هذا العبث الذي تتعرض له شبوة من قبل حكامها لن يكون مجرد أحداثٍ عابرة ستطويها الأيام بل سيكون للسكوت عليه عواقب مدمرة وكارثية ليس فقط على شبوة والجنوب بل وعلى كل دول الإقليم وأولها المملكة العربية السعودية الشقيقة.

إنني أتحدث عن رئيس الجمهورية وقيادة التحالف العربي.

لقد عقدت الصفقة وانتهى الموقعون عليها من تدشين ما تتضمنه من خلال تسليم مديريات مأرب الجنوبية والشرقية ومعها مديريات بيحان الثلاث للجماعة الحوثية، وهاهم أبناء ووجهاء شبوة يحذرون من مغبة السكوت على ما يفعله المتحاربون زوراً، والمتحالفون خفيةً، بل وعلناً؟

ماذا تنتظرون حتى يكون لكم رد فعل مسؤول وقاطع لدابر المكائد التي نراها بأم أعيننا ونعتقد أنكم ترونها كما نراها؟

هل تنتظرون حتى يتسلم الحوثي مينائي قنا وبالحاف ومواصلته الزحف شرقاً؟

إننا لا نراهن على “خاطفي الشرعية” لأن هؤلاءِ قد حسموا أمرهم واختاروا الاتفاق مع شقيقهم الحوثي، لكننا نقول للأشقاء في التحالف العربي: لقد راهنتم على هؤلاءِ سبع سنوات عجاف، ونقول عجاف على الأقل بالنسبة للمواطنين في مناطق الجنوب المحررة، فماذا أنجزوا لكم من أهداف عاصفة الحزم؟ إن ما أنجزوه هو إنهم أثروا وصار منهم المليارديرات، ونشروا الجوع والفقر والأوبئة والانهيار الاقتصادي وعجزوا عن توفير  قرص أسبرين أو أربع ساعات متواصلة من التيار الكهربائي فهل هذا هو ما جاءت من أجله العاصفة؟

إن حلفاءكم لن يتوقفوا عند هذا، بل سيواصلون تسليم المزيد من المناطق لشقيقهم الحوثي، ليشرعوا بعد ذلك في التفاوض معه على أساس ميزان القوى على الأرض وهو الميزان الذي صمموه مسبقاً لينتهي التحالف السري بينهم وبين وكلاء إيران وينتقلوا إلى تحالفهم العلني.

أعود إلى مؤشرات شبوة المهمة لأتوجه بالشكر للزملاء البرلمانيين وقبلهم وبعدهم لكل جماهير محافظة شبوة الذين كسروا صنم الصمت وجددوا انحيازهم لخيارات أهلهم وأهلنا جميعا في شبوة ومعها كل محافظات الجنوب.

وستنتصر شبوة الحق والحقيقة، أما الزيف فسيذهب جفاءً كما ذهب كل زيفٍ على مدار التاريخ.

ولله الأمر من قبل ومن بعد.