سهى الجندي تكتب:
يوم العلم في الامارات العربية المتحدة
يشارك اليوم (3 نوفمبر) سكان الامارات العربية المتحدة في فعالية وطنية برفع علم الدولة في وقت متزامن صباح هذا اليوم، وهو أمر يجري التنسيق له قبل الفعالية بيوم، ويعتبر احتفالا رمزيا تقوم به الامارات السبعة للتذكير برمزية العلم والقيم التي يمثلها، ورغم بساطة النشاط إلا أنه يحمل مضامين كثيرة تسعى الدولة جاهدة الى غرسها في نفوس مواطنيها.
في هذا اليوم، يشعر المتابع أن هذه الدولة يحق لها أن تفخر بعلمها وإنجازاتها، فقد تمكنت من مشاركة أهلها في إدارة الدولة من خلال نزول قادتها الى الميدان ومتابعة الأعمال عن كثب وتلقي الملاحظات والتعليقات واحترامها وأحيانا تنفيذها، وهذا هو أساس الإدارة الحديثة، حيث يؤكد علم الإدارة الحديث على مشاركة القيادة سواء كانت المؤسسة مدرسة أو جامعة أو مستشفى أو شركة أو دولة العاملين في هذه المؤسسات وعدم الابتعاد عن الأعمال اليومية بحيث يشعر كل فرد أنه معني برفع سوية العمل ولا مجال للتساهل والتهرب، وهذا أسهل طريق للعمل بفعالية، فهناك أشخاص لديهم أفكار وهناك عمال ينفذون، فإذا اشتغل الناس بشكل منفصل عن بعضهم البعض، اختفت الصورة الكلية وأصبح التقييم عديم الجدوى، وبعد حين، يتفاجأ الناس جميعا بالمصائب الاقتصادية والاجتماعية والصحية.
من أبرز إنجازات الدولة المشهود لها عالميا هو سيطرتها على وباء كورونا سابقة دول العالم وذلك من خلال إرسال الباصات المتنقلة الى الأحياء السكنية، وإرسال الرسائل النصية تباعا الى السكان والتطعيم المجاني والتذكير بموعد الجرعة التالية على هاتف كل ساكن على أرضها، لأنها تحافظ على سلامة مجتمعها واقتصادها وبفضل هذه الإجراءات، نجحت الدولة في السيطرة على الوباء وافتتاح معرض إكسبو ولولا المتابعة من القيادة العليا في الدولة، لما سيطرت على الوباء ولما أتى الزوار من جميع أنحاء العالم الى المعرض خشية العدوى.
تعرضت الامارات العربية المتحدة الى الكثير من التحديات وواجهتها بمشاركة شعبها فهي تهتم بالدرجة الأولى بالشعب وكسب تأييده واقتناعه قبل العالم الخارجي، فهو الذي يبنيها وهو الذي يهدمها، فلم تتوقف عن شرح رؤيتها ورسالتها والتذكير بها، لكي تتأكد أن الفكرة وصلت الى الجميع، فيقتنع الناس ويشاركون في تنفيذ رؤية الدولة، وهي التركيز على العلم والعمل والتنمية والابتعاد عن الأفكار الهدامة، وقد حصدت ما زرعت، فاليوم، يعمل جميع الشباب من أجل الإنجاز، وسواء نجحوا أم فشلوا، فهم يحاولون ولا يتوقفون، لأنهم فهموا الفكرة الأساسية، وهي العلم والعمل والإنجاز والحفاظ على الدولة لأجيال المستقبل وأخذ الزيادة السكانية بعين الاعتبار كي لا يفاجؤوا مستقبلا أن الدخل القومي لا يغطي النمو السكاني، فانصرفوا عن التيارات المتطرفة، على الرغم من وجود حرية فكرية نسبيا، ولا أحد يحاسب الانسان عما يتبنى من أفكار طالما أنه لا يعتدي على حقوق الآخرين.
لقد خصصت الدولة المليارات لقطاع التعليم بهدف الارتقاء بمستوى المواطن وتسليحه بالمهارات الموجهة نحو سوق العمل، ووفرت الوظائف للخريجين وأسست صندوقا للتنمية لدعم المشاريع الاقتصادية ويكفي تقديم دراسة الجدوى الاقتصادية للمشروع لكي يُصرف للمواطن ما يساعده على بناء مشروعه، مستفيدا من بنية تحتية متينة، فلا ينتظر الخريجون وظيفة حكومية، لأن الفرص متوفرة، ويمكن لأي مواطن أن يدخل التنافس في السوق، وقد لا يعرف البعض أن معظم المواطنين لديهم مزارع خاصة منتجة ويقضون إجازاتهم فيها.
إن أهم ما قامت به دولة الامارات هو خلق الروح التواقة لتحقيق الذات والحماس له، وهو أمر عسير على معظم القيادات، فجمع الناس على رؤية واحدة هو من أصعب المهمات التي يتوجب على القيادة تحقيقها، لذلك فقد كان لشخصية القائد أثر كبير في إقناع الناس بالرؤية وحشد تأييدهم ومساهمتهم في تحقيقها.
لا شك أن المشاركة الشعبية عادت على الدولة بالخير الوفير فكل شيء يجري في الضوء، والناس يعرفون المشاريع والى أي مرحلة وصلت ويعرفون أن لهم حصة في ثمارها فيشاركون ويعملون من أجل تحقيق رؤية الدولة وخططها التنموية، فلماذا لا يشارك الجميع في رفع العلم في يومه، فلا يوجد لديهم ما يشتكون منه، ويكفي أن كرامتهم مصونة وصوتهم يصل الى المسؤولين بسهولة، وهم يثقون بقيادتهم ويعرفون أنها تعمل لصالحهم.