حسين داعي الإسلام يكتب:
خلف الستار «صراع عسكري وهمي» مع الولايات المتحدة
بعد عدة أشهر من المماطلة والتهرب أبلغ علي باقري نائب وزير خارجية النظام الذي تم تقديمه كرئيس لفريق مفاوضي النظام في فيينا «إنريكي مورا» عبر الهاتف أخيرا في 3 نوفمبر أن النظام وافق على بدء المحادثات في 29 نوفمبر 2021.
وأعلنت قوات الحرس وجهاز الدعاية التابعة للنظام في ضجة كبيرة بنفس اليوم أنه "مع التحرك السريع والموثوق من قبل البحرية التابعة للحرس تم إفشال عملية القرصنة وسرقة النفط الإيراني من قبل الولايات المتحدة" حيث هبط أبطال قوات الحرس البحرية بالمروحيات على ظهر السفينة واستولوا عليها من الأمريكيين الذين لاذوا بالفرار...! تلت ذلك موجات من التهاني المتدافعة من الحرس ورموز النظام على صفحات وسائل الإعلام الحكومية.
ونفت البحرية الأمريكية على الفور سيناريو المهزلة المضحك والمتناقض هذا، حيث وصف متحدث باسم البنتاغون النظام بأنه "ادعاء سخيف وكاذب تماما".
وقال إن القضية تعود إلى 24 أكتوبر (قبل 10 أيام) عندما كانت قوات النظام تعمل بشكل غير قانوني حيث نزلوا على متن ناقلة، ومقاطع الفيديو التي يبثها النظام لإظهار قوته مرتبطة بذلك الحادث (موقع وزارة الدفاع الأمريكية - 3 نوفمبر).
قصة النظام الممنتجة المفبركة هذه جزءا من المهازل المخزية في القصص والحكايات الفنية السخيفة حتى داخل النظام، وقد أشار دبلوماسي سابق بالنظام يدعى مجلسي إلى بعض التناقضات في السيناريو.
وقال: أولا اليوم 4 نوفمبر ووقع هذا الحدث في 25 أكتوبر، وبعد 10 أيام عادة ما يتم التلاعب بالأخبار وتكون ذات أوجه دعائية وإعلامية موجهة وقد طغى التوجيه السياسي على أهميتها الإخبارية بالنهاية(موقع ”دیدهبان إيران“ الحكومي 4 نوفمبر).
والسؤال هنا لماذا يلجأ النظام إلى مثل هذا السيناريو الهزيل المخزي؟ هل أراد النظام إضفاء شيئا من التألق والأهمية لإستعراض الرابع من نوفمبر الهزيل من خلال هذه الضجة الفارغة نظرا لتفاهته وضعفه هذا العام أكثر من أي وقت مضى"إنه الضعف وعدم الثقة بالذات والخوف من القادم".
ومن الممكن أن يكون رسائل موجهة بالتزامن مع بدء مفاوضات خطة العمل الشامل المشتركة التي اضطر إلى قبولها بعد أربعة أشهر من التردد والمماطلة؟
وأشار بعض مسؤولي النظام إلى تلكم النقطتين وكما قال خامنئي إمام جمعة سوق تبريز يوم الجمعة إن "هذا الحادث الذي يأتي عشية محادثات فيينا يعزز من معنويات فريق التفاوض الإيراني" موضحا أن الحرس الإيراني تمكن من تسجيل عدة أهداف برصاصة واحدة.
يعكس كلا الأمرين محنة خامنئي المميتة المتعلقة بالأزمة النووية، فخامنئي في مثل هذه المعادلة الداخلية للنظام قد وصل إلى درجة من البؤس بحيث أنه لا يمكنه الإعلان عن موعد بدء المحادثات بدون هذه الإستعراضات...، وذلك لوجود عصابة قوية معروفة في النظام وتحت مسميات مختلفة مثل "المهومين" و "ومتربحي العقوبات" وما إلى ذلك، ويمكنها عرقلة خطى خامنئي أو تعجيزه في أي تحرك نحو المفاوضات.
فالوضع الصعب والمميت على حد سواء لخامنئي الذي أغلق على نفسه به من قبل عصابات النهب الخاصة به من ناحية، ومواجهة حالة الإفلاس الاقتصادي والانتفاضة الحتمية للجماهير الناقمة من ناحية أخرى قد تجلى بوضوح في صحيفة مستقل الحكومية (6 نوفمبر2021): فإذا لم تؤد جولة المفاوضات هذه إلى إتفاق وإحياء خطة العمل الشامل المشتركة فإن تأثير هذا الإغلاق لن يبقى فقط في مجال العلاقات الدولية بل سيصل تأثيره المباشر الهائل إلى داخل البلاد"، وقد (حذرهم خامنئي) قبل سنوات قائلا: "الأمن القومي والسلام في البلاد مهمان للغاية".