حسين داعي الإسلام يكتب:
العمل الإرهابي الفاشل للنظام الإيراني في العراق يتجلي الضعف والهشاشته
أثار الهجوم الإرهابي الفاشل للنظام الإيراني على منزل رئيس الوزراء العراقي ردود فعل إقليمية ودولية واسعة النطاق.
إن هذا العمل الإرهابي من قبل نظام الملالي دليل على ضعف وهشاشة هذا النظام والهزيمة الخطيرة لنظام الملالي ونزوله في ميزان القوى الإقليمية والعراق.
وكتبت وكالة الانباء الرسمية للنظام «الاحتمال الاول هو ان العملية نفذتها المقاومة العراقية». دخلت وزارة المخابرات على الفور وعتبت على وكالة الأنباء الإيرانية (إيرنا) من أحد مواقعها على الإنترنت، وكتبت: «ليس من الواضح لماذا اتهمت إيرنا محور المقاومة بالتشكيك!» (موقع ”ديدبان إيران“ - 7 تشرين الثاني).
بعد ذلك، زعم مرتزقة النظام العراقيون، وفقًا لروتين النظام المعروف، أن الكاظمي نفسه قد ضرب نفسه بطائرة بدون طيار، والآن يريد أن يلقي باللوم على عناصر النظام.
لكن علامات وبصمات النظام ومرتزقته كانت أكثر من كافية للتستر عليها أو جعلها تبدو مقلوبة. ومن بينهم قيس الخزعلي، زعيم متشدد معروف باسم ميليشات عصائب، ظهر سابقاً نفسه في هجمات صاروخية وإرهابية على منظمة مجاهدي خلق في أشرف وليبرتي، يوم السبت ألقى باللوم على الكاظمي في أعمال العنف وهدده بالانتقام بـ «النار».
وهكذا، شكك قلة في أن جهة واحدة فقط هي المسؤولة عن هذا الاغتيال. وذكرت صحيفة وول ستريت جورنال أن «الضربة الجوية على مقر إقامة رئيس الوزراء العراقي جاءت بعد تهديدات من المليشات التابعة للنظام الإيراني».
لكن لماذا ارتكب النظام هذا العمل الإرهابي؟
يظهر المشهد الاجتماعي السياسي في العراق على وجه الخصوص، و الوضع الحالي للنظام بشكل عام أن وضع النظام في ميزان القوى هش للغاية وهو على طريق الانحدار والنزول باستمرار.
خاصة في العراق، حيث قبل عامين، خرج الثوار والعراقيون شعبا وشبابا، وخاصة الشيعة وأهالي بغداد ومدن أخرى مثل كربلاء والنجف والبصرة، إلى الشوارع عدة مرات قبل عامين مع انطلاق ثورة أكتوبر مرددين شعار:« إيران بره بره » وإضرام النار المتكرر لقنصليات النظام وبهذا أظهروا مدى كرههم للنظام والأحزاب والميليشيات التابعة له.
من ناحية أخرى، أدى الوضع الحرج للنظام في إيران وانتفاضات نوفمبر وديسمبر 2019 ويوليو 2021 إلى تضعيف النظام وجعله أضعف في مجمله، بما في ذلك سياسة تصدير الأزمات.
وأدى هذا الوضع إلى هزيمة الجماعات التابعة للنظام في الانتخابات العراقية الأخيرة، لدرجة أن العناصر الحكومية نفسها اعترفت بأن «الشعب العراقي قال «لا » واضح لأنصار النظام خلال الانتخابات» (زيباكلام - سبتمبر 2021).
فيما يتعلق بالعمل الإرهابي الأخير للنظام الإيراني في العراق، يجب أن نقول:
أولاً، نظام الملالي، بسبب طبيعة النظام، الذي لا يمكنه البقاء إلا بالقمع في الداخل وإصدار الأزمات في الخارج، لا يريد ولا يستطيع أن يوقف الإرهاب والقتل.
ثانيًا، يُظهر هذا الإجراء إخفاقات النظام و نزوله في موازين القوى في المنطقة والعراق، والذي اضطر إلى القيام بهذا العمل الإرهابي الخطير رغم قبول اضراره مسبقًا من حيث تشكيل جبهات إقليمية وعالمية (استنكارًا لهذا الاغتيال).
لذلك، فإن هذا العمل الإرهابي الفاشل للنظام هو مظهر آخر من مظاهر ضعف وهشاشة النظام، وهو ما سبق أن صرحت به السيدة مريم رجوي الرئيسة المنتخبة للمقاومة: «تدخلات النظام الإيراني في المنطقة ليست من موقع قوة، بل من أزماتها ونقاط ضعفها الأساسية».