فيصل الصوفي يكتب:
بن عديو.. تضحي الشرعية بمصالح عامة من أجل إخواني
محمد صالح بن عديو، محافظ محافظة شبوة، هو الفاسد الوحيد من بين المحافظين والوزراء في حكومة الشرعية الذي يهاجم دولة الإمارات العربية المتحدة طول الوقت لأسباب حزبية. يعتبرها دولة احتلال.. يطالب بخروج رجال الأمن من بلحاف، على الرغم من أن الإمارات هي ثاني أكبر الدول الأعضاء في تحالف دعم الشرعية، وكان لقواتها وأسلحتها دور أساسي في طرد ميليشيا العصابة الحوثية من شبوة في العام 2015.. وعلى الرغم أيضا من أن لا علاقة للإمارات بتوقف تصدير النفط والغاز عبر ميناء بلحاف، إذ يرجع السبب إلى مغادرة الشركة الفرنسية بسبب الحرب، إضافة إلى خلاف بين الشركاء في استخراج وتصدير الطاقة.
لدى الإمارات مجموعة أمنية صغيرة تقتصر مهمتها على حماية بلحاف من التهديدات الإرهابية، والمحافظ يطالب بخروج هذه المجموعة الأمنية، ويزعم أن الإمارات عطلت الميناء.
لا ندري ما المصلحة في إصرار الشرعية على التضحية بداعميها، لتحتفظ برجل مثل هذا، وتغفل مطالب معظم المواطنين في شبوة، لتبقي عليه؟ فقد سمعت الشرعية أصوات الذين التقوا على أرض الوطاة في مديرية نصاب يوم 16 نوفمبر، وبدلا من الاستجابة لمطالبهم، تعزز المحافظ بكتائب تدرب رجالها أفضل تدريب في السعودية، وكان أولى بها أن توجهها إلى مأرب، وليس لدعم المحافظ الإخواني الذي سلم العصابة الحوثية ثلاث مديريات نكاية بالمجلس الانتقالي.
في شهر أبريل من هذه السنة، قال العميد السعودي أحمد ضيف الله القرني (أستاذ علاقات دولية)، إن محافظة شبوة يعد أحد أبرز معاقل الإخوان السياسية، وأنه منطقة نفوذ كاملة، ومهندس المصالح التركية الإخوانية في المحافظة، وقد كان محقا.
قبل يومين اختار السيد حسين العزي نائب وزير الخارجية في صنعاء صورة يظهر فيها المحافظ بن عديو باسما، فغرد له: (يدرك جيدا بأنه لا أحد يمكنه أن يضمن صمود هذه الابتسامة الجميلة سوانا، لذلك كان أذكاهم على الإطلاق، عِمْتَ صباحاً يا بن العم)، وهذا صدق هذه المرة.
الكاذب هو الإعلام الإخواني في اليمن وقطر وتركيا، حيث يحيط بن عديو بهالة مهلهلة، فهو حارس الشرعية الأمين، وهو رائد التنمية في شبوة حتى عندما يعيد افتتاح مبنى شيد قبل عشر سنوات، وهو أب الخدمات التي ينعم بها المواطنون الذين يشكون اليوم من فقد خدمات الكهرباء والمياه والتعليم والأمن، وهو الذي يشرف على سير المعارك في مديريات بيحان!! وهو الذي يقود المعارك (والتقدم مستمر، والعدو في حالة انهيار كبيرة)!
كان هذا الإعلام يقول إن ميناء قنا التاريخي الذي أعيد تجهيزه وتم افتتاحه بداية هذا العام، يعد منجزا من منجزات المحافظ الإخواني، وإن قنا بديل لميناء بلحاف، لكن هذا الإعلام صمت عندما عطل المحافظ الميناء بسبب خلاف بينه وأحمد العيسي حول تقاسم عائداته، وحول إدارته بمنأى عن وزارة النقل.
هذا الإعلام الإخواني يتجنب ذكر شكاوى أفراد، ومراسلات قضائية، وتقارير أصدرتها منظمات معنية بالدفاع عن حقوق الإنسان.. عن فضائح وفظائع في شبوة: جرائم قتل، تكفير، خطف، تقييد حريات، إخفاء قسري، تعذيب، اعتداء على ممتلكات خاصة، نهب ممتلكات عامة، عدم توريد العائدات المالية إلى البنك المركزي، استبعاد موظفين عموميين من وظائفهم لأسباب حزبية، سجناء رأي، سجون غير قانونية، التفرد بالسلطة والقرار، استخدام العنف ضد منتقدي سياسيات المحافظ، رفض تنفيذ أوامر النيابة العامة وأحكام المحاكم، إيواء الإرهابيين، وغض الطرف عن أنشطتهم.. لدى حزب الإصلاح الحاكم مشكلة حقيقية.