عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

يمنيون باحثون عن العيش الكريم خارج وطنهم

يعيش المواطنون في المناطق، التي تقع تحت قبضة المليشيات الحوثية ، تحت سطوة  أصناف من الخوف والقهر والظلم والطغيان ،  تحولوا لصم بكم عمي ، لا ينبسون ببنت شفة ؛ ولو بأدنى متطلبات العيش الكريم ،  ولا يجرؤون على البوح بآرائهم ، ولو كانت لا تتصادم مع المليشيات الحوثية ، لا يمارسون أعمالهم بشكل طبيعي ،  تجبرهم المليشيات الحوثية على دفع أموال ؛  لتمويل مقاتليها ،  وتجبرهم على الذهاب وأولادهم لجبهات القتال ، ومن لم يشارك بالمال والنفس في معاركها مشكوك فيه وعميل ومندس وخائن .
محمد هاشم عبدالعزيز  أحد اليمنيين  ، الذين غادروا اليمن فارا من بطش المليشيات الحوثية عام 2014م للسعودية  ، ما يتمناه هو لقاء أمه وإخوانه ، حالت المليشيات الحوثية بينه وبين ذلك ؛ فهو لا يستطيع زيارة مسقط رأسه ، حيث تقطن أسرته ؛ خوفا من بطش المليشيات الحوثية ،  التي شردت معظم أفراد أسرته ، الذين لم يتمكن من اللقاء بهم ، منذ سبع سنوات ، فضلا عن قتل المليشيات الحوثية أحد إخوانه وتشريدها البقية .
 
مجموعة من اليمنيين منهم محمد هاشم باحثون عن حياة كريمة ، لم يجدوها في وطنهم ، الذي أثخنت فيه المليشيات الحوثية الجراح، يصلون ألمانيا الاتحادية ،  هذا البلد الذي استقبل آلاف اللاجئين وأسرهم ، من سوريا والعراق واليمن  ، الفارين من جحيم الحروب والاضطهاد والاستبداد،  إلى حيث يجدون الأمن والصحة والتعليم والحقوق والحريات .
أضحت اليمن بلدا طاردا لسكانها ، ترتكب فيه المليشيات الحوثية انتهاكات جسيمة في حق ملايين اليمنيين ، ستظل  مستمرة ، طالما استمر السلاح بيدها ، واستمر انقلابها على مؤسسات الدولة ، وطالما استمرت الحرب ، وبقي صوت القذيفة وأزيز الرصاص هو الصوت المسموع والوحيد