حميد طولست يكتب لـ(اليوم الثامن):
المتاجرة بالشأن الاجتماعي.. الذنب الذي لا يغتفر !
ما دفع بي للخوض في هذا الموضوع ، هو ما تناقلته وسائل التواصل الاجتماعي من أخبار الحملة الأمنية الموجهة ضد"زطاطة" فاس ، التي أوقعت بأخ لمستشارة سابقة بجماعة زواغة ، كان مكلفا بإدارة حديقة أطفال ، الخبر الذي إن صح ، فإنه سيغمر كل ذي عقل متأمل في حال هذا الشعب ، مهتم بأحوال مجتمعاته ، مسكون بهموم أهله وناسه، بالاستغراب والذهول ، الذي تضيع معه خيوط عقله في زحمة مدهش الطبائع وغريب الأمزجة المزدحمة بسلوكيات التعالي والتعاظم المستهجنة التي تورطت فيها ،وبصور درامية لاتخلو من سخرية ، فئة من المواطنين الذين آثروا الجحود والنكران لكل ما حظي به الشعب المغربي ، ممثلا في مجتمعه المدني، من إهتمام ملكي بالغ ، وإنشغال مولوي كبير ، وحرص سيادي شديد على تثمين مؤهلات عنصره البشري بما يضمن النهوض بحاله وأحواله المادية والمعنوية عبر المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، المفعِّل الأساسي للإرادة الملكية ، والمبلور الرئيس لتوجيهات ومبادرات وورش جلالته الرائدة المسهمة في التنمية السوسيو- اقتصادية للمملكة ، التي فضل -الذين اجتالتهم الشياطين- التعامل مع تسيير مرافقها باستهتار وفوضى وتسيب ومحاباة وترضيات ، وكأنها نوع من أنواع الريع ، أو كأن ميزانياتها هي أموال سائبة، وغير خاضعة لمساطر المحاسبات القانونية التي تخضع لها كل مصاريف الدولة.
الأمر الذي لاشك سيدفع بكل مغربي شريف وغيور على مصلحة شعب بلده ومستقبله ، الى أن يتمنى أن تمتد يد الحملة إلى دور الشباب وملاعب القرب والنوادي الرياضية والنسوية وجميع المرافق الاجتماعية وكل منشآت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، للوقوف على مشين ما يقترفه في حقها بعض المتاجرين بالشأن الاجتماعي من مشين التصرفات ، الذين داسوا على كل القيّم والمبادئ من أجل تحقيق المصالح الشخصية والمطامع الخاصة، المعرقل الكبير لعمل واهداف المبادرة الوطنية للتنمية البشرية في احتضان الطاقات الإبداعيّة الكامنة بدواخل الشباب ، وبعث روح التجدد والتطور في المهارات المكتسبة المبشرة بجيل وطني مبدع ملهم ، قادر على خلق حراك اجتماعي اقتصادي، يغذي الحياة الإجتماعية ، تكفي الدولة مشاكل ارتياد شباب الطبقة الفقيرة والوسطى -الذين يمثلون أهم شرائح المجتمع- المقاهي والشوارع ، من خلال تجارب وممارسات ذات جودة عالية تتسم بالتنافسية ، يصهر على تطبيقها أشخاص وهيئات وطنية ، طبع الله سبحانه في قلوبهم حب مساعدة غيرهم والاهتمام بشؤون مجتمعاتهم ، بعيدا عن التفكير السلبي والتصرف اللامنطقي ، الذي لا يؤدي بصاحبه وحده الى التهلكة ، بل بالمجتمع بكل فئاته ، والذي يؤسفني أن اقول بأن الدلائل التاريخية والآنية كلها تشير وبدون أدنى شك إلى انتشاره بيننا بمختلف أشكاله وتعدد ألوانه.