حسين داعي الإسلام يكتب:
انتفاضة أصفهان، توسع، قمع، ارتقاء
تجاوزت انتفاضة أهل أصفهان يوم الجمعة 26 نوفمبر مرحلة مهمة وانطلقت بوتيرة متسارعة أكثر فأكثر على طريق التعميق والارتقاء والراديكالية.
في ساعات الصباح الباكر من يوم الجمعة، 26 نوفمبر، هاجم عناصر الولي الفقيه اعتصام المزارعين على مجرى نهر زاينده رود الجاف بهجوم إجرامي.
في هذا الهجوم، قام قطيع من البلطجيين في ثياب مدنية وقوى الأمن، بدعم من وحدة خاصة وعناصر الأمن المرتدين الزي الرسمي، بمهاجمة المعتصمين.
وقاموا بضربهم بوحشية، وأشعلوا النار في خيام المعتصمين. ثم أدخلوا الآليات إلى الموقع وحاولوا إزالة أي أثر للاعتصام لخيبوا آمال المعتصمين تمامًا.
لكن الأمر لم يستغرق أكثر من ساعة أو ساعتين حتى يأتي مواطنو أصفهان المنتفضون والشباب لمساعدة المزارعين.
حشود من الناس، النساء والفتيات الشجعان في أصفهان، هاجموا عناصر القمع وخاضوا معركة جريئة مع عناصر القوات الخاصة، وامتدت إلى الشوارع المحيطة بزاينده رود، وأدبوهم وأجبروهم على الفرار.
وبهذه الطريقة، استعاد شباب الانتفاضة مجرى النهر من أيدي عناصر القمع واستولوا على زاينده رود، وأذاقوا الولي الفقيه وعناصره القمعيين المجهزين بالعصي الكهربائية وبنادق ذات الرصاص الكروي وما إلى ذلك، طعم الهزيمة مما يذكرنا بمشاهد انتفاضة نوفمبر2019.
تحدثنا في افتتاحية في 25 نوفمبر عن تناقض خامنئي القاتل مع انتفاضة أهل أصفهان. وقلنا إذا تحمل الوضع وامتنع عن القمع.
وحاول من خلال الأكاذيب والحيل الفاشلة لإخماد نار الانتفاضة فلا تجديه هذه المحاولات اليائسة نفعا لكون نواياه باتت مكشوفة للشعب وبالنتيجة تأخذ الانتفاضة مسارها و تنتشر وكما رأينا في نفس الفترة انتشرت ألسنة الانتفاضة من أصفهان إلى جهارمحال وبختياري ثم امتدت إلى المحافظات والمناطق الأخرى في البلاد.
لكن إذا شهر سيفه ولجأ إلى القمع، سيضيف الزيت على النار ويمهد الطريق للتعمق والراديكالية. هذه هي نفس العملية التي شهدناها خلال 18 أو 19 يومًا من انتفاضة أصفهان.
خاف خامنئي في البداية من تعميق وتطرف الانتفاضة، وتحمّل الوضع لأكثر من أسبوعين وحاول كبح أو وقف الانتفاضة بوعود وحيل عبثية، مما أدى إلى اتساع نطاق الانتفاضة.
الحيلة الأخيرة للولي الفقيه الذي لا حول له ولا قوة، نفذت في 24 نوفمبر، حيث أرسل خامنئي مجموعة من البلطجيين بملابسهم المدنية ليهاجموا تحت اسم "مجهولون" ويزيلوا خيام المعتصمين، لكنّ المواطنين هم الذين أفشلوا هذه الحيلة المبيتة، مما أجبروا البلطجيين على الفرار.
في اليوم التالي، ظهر خامنئي أكثر صراحة على الساحة وهاجم خيام الاعتصام بقوى قمعية هائلة، لكن النتيجة كانت هزيمة مشينة للديكتاتور وخطوة كبيرة نحو التطرف الواضح للانتفاضة.
ووقف الشعب في وجه القوات القمعية واشتبك معها وانتصر على العدو وهو يهتف "الموت للديكتاتور" و"الموت لخامنئي". هذا هو الاستنتاج الذي أعرب عنه المجرم طباطبائي نجاد، ممثل خامنئي في أصفهان، بخوف شديد في صلاة يوم الجمعة: "قلنا للمسؤولين إنهم (المجاهدون) سيواصلون ذلك إذا ما واصلت هذه الأعمال، لذا جاؤوا اليوم".
الآن، بعد جولة من المواجهات، عاد الولي الفقيه المهزوم مرة أخرى إلى نفس مفترق الطرق المميت. لكن بالطبع عند نقطة أدنى وأكثر هشاشة.
في المقابل، يقف مواطنو أصفهان والشعب في جميع أنحاء إيران عند نقطة أعلى ويتمتعون بروح اقتحامية أكثر وثقة أكبر بالنفس.
النظام يسير على منحدر لا رجوع فيه. وهذا لا يعني أن خامنئي سيرفع يده، ومن الآن فصاعداً هناك طريق سلس للشعب ومقاومته للحرية.
لا شك أن النظام سيتآمر مرة أخرى، وسوف يقمع مرة أخرى، ولكن بغض النظر عن التقلبات المتقطعة، وفق نفس النمط الذي رأيناه في أصفهان في الأيام الأخيرة، الانتفاضة التي انطلقت من أجل الماء والحرية، سوف تستمر ، وسوف تنتقل من مدينة إلى أخرى ؛ سواء قام النظام بالقمع او امتنع عن ذلك، لأن المواطنين في جميع أنحاء إيران، مثل المواطنين في أصفهان الشجعان، أدركوا: "يجب إشعال النار من أجل الحصول على الماء والحرية" حسب مسعود رجوي – 26 نوفمبر).