مروان هائل يكتب لـ(اليوم الثامن):

الصديق الواشي هل مرض أم عقيدة حياة ؟

الوشاية سلوك مشين تزج بالأخرين في مشاكل  كبيره خاصة عندما تكون كاذبة  ومنقولة الى وكالة استخبارات بلدك ، او ضدك في دولة أجنبية ومن واشي من ابناء بلدك امرأه او رجل ، اناني او غير قادر على التمييز بين الخطـأ و الصواب  او وغد ، لذلك الواشي له تسميات غريبه  في عدن يطلق عليه بــ ( النامس) وفي رومانيا  turnator في روسيا  اстукач اما في امريكا  sneak  .

ذات يوم من صيف 2005 كنت جالساً في احدى كافتيريا  محطات  القطارات في دولة اوروبية  وكان بين الحاضرين بالصدفة شاب عربي يتكلم بصوت عالٍ في تليفونه ومن لهجته  كان  يبدو  من الجنسية العراقية او الخليجية  ، كان غاضب وعلى وجه علامات خوف  ،  لا نه كان ينظر في وجوه المسافرين وخلفه ، اقتربت منه وقلت له صوتك عالٍ وانت تكرر جملة : انتِ وشيتِ بي يا (  ) اني ماني ارهابي  .

شاب يمني اخر تعرفت عليه في بريطانيا وكان قادم من دولة اوروبية غربية واستغربت كيف ترك ذاك البلد الغني والحاصل فيه على جنسيته ليأتي الى بريطانيا ليعيش عيشه اقرب الى لاجئ ،وعندما سالته عن سبب عدم  عودته  الى دولته الاوروبية رفض الاجابة على سؤالي .

شأت الاقدار ان التقيه في اليمن وقد بدا عليه التعب والمرض النفسي قال لي بأنه عاد  الى اليمن بسبب وشاية  كاذبه من  شاب يمني كان في نقاش مازح معه عن الدين والجهاد ، ليتفاجأ بعدها  بأنه ملاحق من قبل استخبارات تلك الدولة الاجنبية  وتم القبض عليه والتحقيق معه اكثر من مره ، توفى  هذا الشاب في بداية هذه السنه في عدن  بمرض كورونا وهو يحلم بالعودة الى الدولة الاوروبية التي يحمل جنسيتها.

الوشاية سلوك ناتج عن انخفاض احترام الذات وسلاح مقزز يلجأ اليه بعض الناس ضعفاء النفوس ومنهم مواطنون عرب في الخارج  ولأهداف شخصية رخيصة وبالمناسبة اساليبهم مكشوفة، واحيانا  هم انفسهم  يصبحون ضحايا ، حيث ربما يوعدون  اثناء تجنيدهم  من رجال الاستخبارات بأن المطلوب منهم هو قدر ضئيل من المعلومات غير السرية مقابل  المال  او تسهيل الاقامة او الجنسية  ويعدوهم بعدم الإزعاج بعد تلقي  البيانات ، لكن لربما بعد ذلك يقع "المجند" في مستنقع لا يستطيع الخروج منه ، كما لو كان متسخًا بالفعل  ويصبح بعدها دمية في يد رجل استخبارات ذكي .

يجب الفصل بين المخبرين التنفيذيين الذين هم العمود الفقري والسكر والملح والخبز لأنشطة البحث العملياتي لجميع اجهزة الشرطة في العالم وبدونهم  لم يكن من الممكن حل 99٪ من الجرائم وبين الواشي الذي يفتقر  إلى الانضباط  والوعي الذاتي والاستقامة وعدم المسؤولية تجاه الصديق و الجيران والزملاء وصاحب العمل والحكومة .

أي بلد انت فيها هي بلدك  وعليك احترم قوانين وعادات وتقاليد هذا البلد ،  قف  مع شعبه ودولته وطنياً وانسانياً وبأمانه واخلاص  دون الحاجة الى تجنيدك او بيع نفسك و وطنك واهلك واصدقائك  ، ولا تنسى ابداً ، بأن هذا البلد  فتح لك ابوابه ورحب بك واعطاك الامان .