حسين داعي الإسلام يكتب:
نبوءة ابن آوى تتحقق بانتفاضة معلمي ايران
بغريزة “حب البقاء” عند ابن اوى شعر خامنئي قبل سنوات بخطر جسيم من مجتمع يغلي، وحذر مسؤولي نظامه من تصدعات داخل البلاد ستؤدي الى زلزال، منذ ذلك الحين لم تتوقف الانتفاضات، وكان ابرزها ما جرى على مدى أعوام 2017 و2018 و2019 و2021 .
كانت الانتفاضة الشاملة والواسعة للمعلمين في 13 ديسمبر مؤشرا آخر على التصدعات الاجتماعية في ظل نظام الملالي المهتزة أركانه، شملت أكثر من 114 مدينة، شارك فيها الالاف في مدن مثل طهران وشيراز، ورددوا هتافات ثورية مثل “يا معلم، قم ودافع عن حقوقك”، “يجب إطلاق سراح المعلم السجين”، “لم ير شعب مثل هذا الظلم قط”، “أيها التربوي الحر اعلم أن الحل يكمن في رفع صرختنا”، “المعلم يموت، ولا يقبل الإذلال”، “لا نتوقف حتى نحصل على حقوقنا” و”قم أيها المعلم واطلب حقوقك”.
الفارق بين تظاهرات المعلمين الاخيرة وسابقاتها هو أن تلك الوقفات جرت في 53 مدينة، ووصلت اليوم الى 114 مدينة، مع المزيد من الشعارات النارية.
خرجت هذه المظاهرات على مستوى البلاد بعد أسبوعين فقط من انتفاضة اهالي أصفهان التي اصدر فيها خامنئي اوامره بإطلاق النار واستخدام الذخائر الحية والرصاصات الكروية ليختزن الشعب المزيد من نار الكراهية الكامنة لنظامه.
اظهرت انتفاضة المعلمين هذه المرة أن المجتمع الإيراني لا يرضخ للبطش، ولايجدي معه قهر الجلاد إبراهيم رئيسي، حيث قوبل أمر خامنئي بالهجوم على التجمعات في طهران بمقاومة المعلمين .
ما يحدث اليوم تكريس للقناعة بان جبهة اسقاط النظام تزداد قوة وتكاملا يوما بعد يوم لتشكل خطرا اكبر على بقاء نظام الملالي، جدلية المجتمع الثوري وتفاعل الظروف المتفجرة تؤكد استمرارية هذه السلسلة من الاحتجاجات والانتفاضات وهي أمر لا مفر منه، حيث تظهر الانتفاضات والحركات الاحتجاجية ـ من انتفاضة سيستان وبلوشستان إلى انتفاضات خوزستان و أصفهان ـ أن الغضب الاجتماعي والعصيان تغلب على آلية القمع.
كلما حاول النظام قمع الاحتجاجات بالقهر، تظهر الهبّات في نقاط أخرى من البلاد ان المسافات بين الانتفاضات تتضاءل، تزداد عمقا وتصبح أكثر راديكالية، وفي مرحلة ما، وبمساعدة وحدات المقاومة، ستتحول إلى ثورة جماهيرية كبرى، ، ويحدث الزلزال الذي يخشاه خامنئي.