حركة مجاهدي خلق يكتب:
فرص المماطلة لإيران تآكلت، ولم يبق سوى أسابيع
عادت اطراف مفاوضات الملف النووي الايراني من فيينا الى بلادها، بعد 4 ايام من محادثات الجولة الثامنة، وسط غموض في موقف نظام الملالي حول ما تم التوصل اليه من نتائج، والعقبات التي تعترض التوصل الى اتفاق ينهي العقوبات الدولية.
يقول رئيس فريق مفاوضي النظام علی باقري إنه حتى لو تم التوصل إلى اتفاق، يجب على الولايات المتحدة رفع العقوبات اولا لكن من غير الواضح العقوبات التي سيتم رفعها، لا سيما وان هناك فئتان مختلفتان من العقوبات احداهما مرتبطة بالملف النووي والاخرى بسياسات النظام .
من جانبها تتجاهل الولايات المتحدة تصريحات باقري وتتصل بوزراء خارجية ثلاث دول أوروبية، حيث عبر أربعة وزراء عن قلقهم المشترك حول البرنامج النووي.
واتجه الموقف الروسي نحو مزيد من الوضوح مع الاتصال الذي جرى بين الرئيسين الامريكي جو بايدن ونظيره فلاديمير بوتين، وحديث مسؤولين أمريكيين وروس عن مناخ إيجابي بين الجانبين، ولم يخل الامر من مؤشرات واضحة على خطر تنسيق الطرفين في محادثات فيينا على نظام الملالي.
زاد من وضوح موقف روسيا تجاهل مندوبها الى محادثات فيينا میخائیل اوليانوف طلب الملالي ضمان عدم انسحاب الإدارات الامريكية المقبلة من الاتفاق النووي، لا سيما وان بايدن اعلن بوضوح عدم قدرته على تقديم التزامات نيابة عن حكومات لاحقة.
وانعكست هذه التعقيدات على وسائل الاعلام الغربية حيث ذكرت صحيفة الواشنطن بوست أنه مع تعثر مفاوضات احياء الاتفاق النووي، “سنشهد على الأرجح التدمير الرسمي للاتفاق النووي في عام 2022″ الامر الذي يعني فتح الباب على متغيرات كبيرة .
يعود تجذر الغموض في هذه الجولة وسابقاتها الى تخبط خامنئي ونظامه ،عجزه عن الاختيار بين مساري الاستسلام وتجرع السم، تفكك روافع نظام ولاية الفقيه؛ وادراكه ان قلب طاولة المفاوضات والمواجهة مع المجتمع الدولي يعني إحالة الملف النووي إلى مجلس الأمن، تشديد العقوبات، زيادة الضغط، وإضعاف النظام على الصعيدين المحلي والدولي.
اختيار خامنئي لاي من الاتجاهين، يجعل نظامه أضعف وأكثر هشاشة في مواجهة جبهة الشعب والمقاومة الإيرانية، لكنه مجبر على الاختيار، لأن فرص المماطلة تآكلت، ولم يبق سوى أسابيع.