مجلس النواب يبارك قرصنة الجماعة الحوثية على سفينة النقل الإماراتية روابي، مجلس الشورى يبارك، وأحزاب اللقاء المشترك في صنعاء تبارك، وتعتبر القرصنة الكبيرة (تطوراً نوعياً).. تقول جمهورية إيران الإسلامية إن ما تعانيه المنطقة سببه التدخلات الخارجية في شئونها، وكأنها كانت طول الوقت لا داخل ولا خارج شئون المنطقة، وأن المؤيدين لها والمحاربين من أجلها فضوليون، حتى عندما يتعلق الأمر بالمهرجانات التي تنظمها الجماعة الحوثية لإحياء الرموز الإيرانية في المدن اليمنية، بل وفي القصر الجمهوري الذي وقف فيه قبل يومين رئيس حكومة صنعاء الدكتور عبد العزيز بن حبتور، وقفة من بلغ مرتبة اليقين في أن الحاج قاسم سليماني (جسد روح المقاوم الصلب الذي تجاوز الحواجز والموانع في مواجهة المشروع الأميركي- الإسرائيلي)، ومن دمشق أكد عبد الله علي صبري سفيرهم إلى هناك (السير) على درب قاسم سليماني وابو مهدي المهندس، وقضاة يشتركون في هذه المظاهر الإيرانية.
ما أشرنا إلى بعض منه فوق، شاهد على أن الهيئات الدستورية قد فقدت استقلالها.. السلطة التشريعية تنطق بلسان السيد عبد الملك بدر الدين الحوثي، السلطة التنفيذية في يد عبد الملك، السلطة القضائية ضحت باستقلالها لمصلحة السيد، ومجلس الشورى تمسيد، والسلك الدبلوماسي تحوثن، وأحزاب اللقاء المشترك جوقة عبد الملك.
والعجيب فيهم أنهم يدعون لأنفسهم الوطنية، ويعتبرون الآخرين عملاء عدوان، بينما لا يمكن أن يكون وطنيا من يبذل كرامته ويسن لسانه من أجل جماعة توالي إيران في سياساتها، وفي ثقافتها، وفي سلاحها، وفي أهدافها، وفي التضحية بأبناء اليمن من أجل إيران، التي قال مسئول عسكري مهم قبل أيام إن جمهورية إيران الإسلامية تدافع عن نفسها وعن وجودها، وتحارب أعداءها من خلال ثلاثة جيوش خارجية: حزب الله في لبنان، والحشد العراقي في العراق، وأنصار الله في اليمن.
يدعون الوطنية، والانتماء لليمن الجمهوري، ويعملون لخدمة جماعة موالية لإيران، عميلة لإيران، تعتبر إيران مثلها الأعلى، حتى في طبيعة نظام الحكم الذي تحاول العصابة الحوثية إيجاد مكان له في اليمن.
لاحظوا.. قائد الثورة في جمهورية إيران الإسلامية هو الجهة التي تضع السياسات العامة.. الجهة التي تشرف على سير السلطات الثلاثة في البلاد: سلطة القضاء، سلطة التشريع، السلطة التنفيذية.
يعتبر الولي الفقيه، هو قائد الثورة في إيران، وهو الحاكم الأعلى للبلاد، وبحسب الدستور لا يتم انتخابه عن طريق الاقتراع الحر المباشر.. كان آية الله الخميني أول فقيه ولي وقائد للثورة ومرشد الجمهورية الإسلامية التي أسسها، ومن بعده صار الولي الفقيه الحالي علي خامنئي قائد الثورة والمرشد.. كل الهيئات التي أنشأها الدستور تخضع لإرادة الولي الفقيه المرشد، قائد الثورة، من القوات المسلحة إلى الحكومة الصورية، مرورا بالاستخبارات، مجمع تشخيص مصلحة النظام، مجلس صيانة الدستور، الحرس الثوري، ومجلس الشورى.
عبد الملك الحوثي يوصف في كل وسائل إعلام الحكومة في صنعاء، ووسائل إعلام الجماعة، وفي مقالات كتابها، وبرقيات التهاني والتعازي، بأنه قائد الثورة السيد عبد الملك بن بدر الدين الحوثي.. فمن أين جاءوا بحكاية قائد الثورة السيد هذه؟ من إيران، يريدون نقل نظام جمهورية إيران إلى اليمن على مهل.. قائد الثورة، المرشد، الولي الفقيه.
المرشد، الولي، الفقيه، قائد الثورة في إيران يرسم سياسات البلاد، يشرف على أداء السلطات الثلاثة: السلطة القضائية، السلطة التشريعية، والسلطة التنفيذية.. وعبد الملك الحوثي هو السيد قائد الثورة الذي يتحكم بالمجلس السياسي الأعلى الحاكم في صنعاء، ويتحكم بالحكومة، ويقرر ما يجب أن يقوم به مجلس النواب، ويتدخل في شئون السلطة القضائية.. وهو أيضا المرشد والولي الفقيه، الذي يلقي خطبه كل أسبوع مدتها ساعة ونصف يتحدث فيها عن كل أمور الدين والدنيا.. عن التوحيد والعبادات والفقه، وعن السياسة والاقتصاد، وعلم البحار حتى.
وبعد هذه التبعية والعمالة لإيران، والسير على سيرتها، يسير خلفها الليبراليون والقوميون، واليساريون والمستقلون، وأهل الوسط، ويحسبون أنهم وطنيون وجمهوريون، والآخرين عملاء للسعودية والإمارات.