حركة مجاهدي خلق يكتب:
ما اشبه اليوم بالبارحة
تعيش ايران اجواء ما قبل 43 عاما، حين كانت البلاد في خضم انتفاضة وثورة على الديكتاتور الذي اعتبر نفسه شرطي المنطقة، تلحق العقاب بالعملاء وادوات القمع، كما حدث في 5 فبراير 1979، حين تردد خبر مقتل كاظم مجيدي على يد شبان متمردين بسلاح أبيض، تلاه بيان صادر عن مجموعة تعلن مسؤوليتها عن عملية آخرى طالت قائد شرطة كرمان العقيد سعید معتمدي.
تستمر الاحتجاجات والانتفاضات والهبات وفعاليات وحدات المقاومة بعد 43 عامًا من سرقة الثورة لتبقي خامنئي ونظامه في مناخات كابوس الإطاحة بهما، تتصاعد المواجهة ويتجرأ الشبان على مهاجمة القوى القمعية ليعترف اعلام النظام بزيادة في عدد قتلى الشرطة في الاشتباكات مع الناس، وحالات اطلاق النار على الضباط .
كان بين هذه الحالات مقتل المقدم رنجبر أحد قادة القوات القمعية في شيراز بسلاح أبيض، الذي أحدث موجة ذعر في اوساط الملالي مع بدايات شباط الحالي، حث خلالها وزير الداخلية احمد وحيدي القوى القمعية على عدم الخوف والتعامل بحزم، اعرب إمام صلاة الجمعة في كرمان عليدادي عن أسفه ، وعلى اثرها وصف معمم نوفرستي إمام صلاة الجمعة في بيرجند الأمن بانه الخط الأحمر للنظام، محذرا من تجاهل عواقب مثل هذه الإجراءات، واشار مجتبى ميردامادي إمام صلاة الجمعة في أصفهان الى رعب النظام مما جرى قائلا ان قضية شيراز تحرق قلب الجميع.
ظهر الذعر على الحرس الثوري اكثر وضوحا حين نشرت صحيفته جوان تقريرا يحذر من السماح بطعن اقتدار الشرطة، رافقته تعبيرات عناصر النظام عن القلق من عواقب ترك خامنئي وحيدا في مواجهة الغضب الشعبي .
أقر قائد شرطة طهران الكبرى في وقت سابق بغضب الشعب المتراكم الذي تجلى في الهجوم على القوى القمعية، ومثلما فعل قادة جيش الشاه من قبل، وصف المنتفضون بأنهم “مجرمون” و “متمردون”، واعاد ما جرى الى استلهام الشباب دعوات “العدو” إلى إسقاط النظام، مشددا على ان لدى “الاعداء” كل الفرص لتغيير أذواق وأفكار الطبقات وخاصة الشباب من خلال التخطيط المكثف.
يرى النظام في تزايد حالات معاقبة عناصره وادواته القمعية تجاوزا للقمع وأجواء الكبت، وتخطيا للالية المتبقية للحافظ على ولاية الفقيه الامر الذي يثير ذعره ويبقيه متخبطا في مواجهة المجتمع وطاقاته متجددة الحيوية.