عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

أسباب الانتحار الذاتية والموضوعية

- حالة اكتئاب شديدة تؤدي لوسواس قهري  يؤدي للانهزام النفسي وفقدان الأمل في تجاوز الظروف الصعبة .
- الشعور بالوحدة والغربة الاجتماعية واستمرار جلد الذات نتيجة الإحساس بالفشل .
- الحساسية المفرطة لنظرة المجتمع للمريض النفسي ، لاسيما إذا صدرت تصرفات من المريض ، توحي بأنه مضطرب نفسيا  الأمر الذي يولد لديه قناعة تامة بالدونية في المجتمع ؛  فيفسر أي تصرف من قبل الآخرين بأنه انتقاص منه وازدراء واحتقار ، مما ينجم عن ذلك سلسلة من المشاعر السلبية تجاه نفسه ومشاعر انتقامية تجاه المجتمع تحولت للانتقام من نفسه إذ أنه لا يستطيع مواجهة المجتمع ولا تجاهله وتجاهل ردود الفعل التي يراها أنها انتقاص وإهانة له .
- النرجسية الزائدة مع الشعور بفقد الحنان والأمان منذ فترات مبكرة ، والفشل المتكرر لتحقيق الأهداف والآمال ، في ظل محيط يحاكم الشخص على النتائج دون معرفة المحيط والظروف والإمكانيات ؛ مما يسفر عن ذلك انكفاء على الذات وانظوائية ، تنتهي بالانتحار ، كتعبير احتجاجي صارخ من المنتحر وكطريق وحيد من قبله يراه هو الأنسب لمحاكمة المجتمع وتأنيبه والانتصار عليه .
-  القمع في فترات الطفولة يولد شعورا بالعدائية تجاه الغير إذا لم يتم التنفيس عنها ترتد لتدمير الذات .
- مقارنة الذات بالآخرين والتأثر باستعراضهم نجاحاتهم ، والرغبة في القفز للأمام والاستعجال في تحقيق الإنجازات في وقت وجيز .
- الوقوع تحت ضغوط اقتصادية واجتماعية  كبيرة جدا، وفقدان الحيلة في تجاوزها
- قد يكن هناك أمراض وراثية نفسية أو عصبية ، تتعاضد مع ظروف المعيشة الصعبة مما يزيد من حدة القلق والاكتئاب .
- المحيط الذي يختلط به المصاب بحالة اكتئاب أو قلق  مثبط ومؤنب ومتشائم جدا.
- النظرة المثالية للواقع ، والإفراط في الطوباوية ، بينما يجد الشخص نفسه في مجتمع متناقض منافق  ؛ ما ينجم عن ذلك انفصام في الشخصية يتطور لمرض نفسي حاد.
بعض من لديهم قدرات أدبية غير راض عن نفسه  ، إذ أنه يشعر بأنه في مجتمع لا يعطيه قدره ولا يفهمه ، ويشعر بفجوة كبيرة بينه وبين المجتمع ، ينتج عنها علاقة صراعية تتطور لتوجس وازدياد هواجس التوتر والقلق ، المؤدية في النهاية الشعور بالتوحد، إضافة للإغراق في التفسير الفلسفي والنفسي لأحداث الحياة بالتأثر مع السريالية الأدبية والفكرية .
- غياب الرعاية والاهتمام الرسمي والمجتمعي بالمرضى النفسيين ومعاملتهم كمختلين عقليا ؛ ما يجعل كثير من المصابين بحالات نفسية يحجمون عن الإفصاح عن حالاتهم .
- لا ننسى الإشارة إلى الاختلال في القيم الإيمانية ، وتدني الوعي والفهم الصحيح لأحداث الحياة .
- مؤسسات الدولة والمجتمع تضطلع بدور كبير في توفير مبررات الانتحار ، ويبقى إزالة تلك المبررات ووجود مؤسسات ، توفر الرعاية النفسية والطبية لذوي الاحتياجات النفسية أو الأمراض العصبية عامل مهما في التخفيف من حالات الانتحار ، وقطع الطريق أمام من يعتقد أن نهاية حياته السبيل الأنجع للخلاص من آلامه .