د. صبري العفيف يكتب:
لماذا أضحى أصحاب المناصب بلا سلط...؟!
سؤال مستفز ؟ يجعل الباحث في فقه الواقع السياسي الراهن في اليمن بشكل عام، ومحافظات الجنوب المحررة بشكل خاص يرى أن مجريات الأحداث الدائرة - منذ انطلاقة الحرب 2015م، حتى يومنا هذا - أفرزت عددا من الصعوبات و التحديات أبرزها "تراجع السلطة" أو "اضمحلال القوة"
ونعني بالسلطة ..هي تلك المؤسسات والمرجعيات التي تؤسس بنية الدولة والمجتمع..وتتمثل تلك السلط في المؤسسات الدستورية والتشريعية والتنفيذية الدينية والاجتماعية والثقافية والمدنية....الخ) فمثل هكذا سؤال (لماذا لم تعد السلطة تعني ما كانت تعنيه في السابق؟!" وفي هذا المجال أشار الباحث "مويزس نعيم" رئيس التحرير السابق لمجلة "فورين بوليسي" إلى أن أحد أهم التحديات التي تواجه العالم في مطلع القرن الحادي والعشرين، وهو تغير طبيعة القوة أو السلطة على مختلف مستوياتها، وكيف تنعكس هذه التغيرات ليس فقط على الدول وعلاقاتها ببعضها البعض، بل على ديناميات العلاقات الجديدة داخل الدول وفي ما بينها.
وتتجلى أمامنا حقيقة مفادها "أن السلطة تتآكل وتتراجع و تضمحل، حيث صارت أسهل في الحصول عليها، وأصعب في ممارستها" وأكثر سهولة بكثير في فقدانها.
ومن قراءة كتلك، نلحظ أن رجال معظم قيادة المؤسسات والحكم في اليمن ليس لديهم السلطات التي كانت فيما مضى، وما شرعية النظام الحالي في اليمن وحكومتها ومؤسساتها العليا والدنيا إلا خير مثال لذلك.
ومما يثير مخاوف شعبنا في الجنوب أن تتنامى تلك الظاهرة( لا سمح الله) داخل مؤسسات ومرجعيات الثورة الجنوبية التحررية، السياسية والأمنية والعسكرية الثقافية والفكرية والاجتماعية والقبلية، والذي قد يتمخض عنها حالة من فوضى عارمة أو انهيار مريع،.. لا سيما في هذه المرحلة الانتقالية المهمة والخطيرة؛ لكون أركان ودعائم تلك الثورة في مؤسساتها ومرجعياتها المنبثقة من عادلة القضية وصمود الشعب، فبروز مؤشرات مثل تلك تفتقدنا التوازن والاستقرار..فليعي القادة والسياسيين وصانعي القرار الجنوبي أن مؤسسات ثورتنا المباركة في مرحلة الخطر فليعملوا معا؛ لتأمينها وحمايتها وصيانتها من خلال استكمال مؤسسات الحماية القانونية والدستورية.
اللهم إني بلغت اللهم فشهد !!