حركة مجاهدي خلق يكتب:
محاولة يائسة للخداع التي قام بها خامنئي
في واحدة من زلات لسانه سلّم زعيم النظام الكهنوتي في ايران بانه " محاط بكل هذه العقبات والمشاكل" ليفتح بابا آخر للاعتراف الخجول ببعض الازمات الناجمة عن السياسات التي اتبعها نظامه منذ استيلائه على الحكم قبل عقود.
اللافت للنظر ان خامنئي كان انتقائيا في اختيار الازمات التي يتحدث عنها وحرص على تجاهل اخرى.
اخذ حديثه منحى محاولة التهرب من المسؤولية حين تطرق لحالة الجمود التي يمر بها الملف النووي حيث أبدى ارتياحه لاتفاق عام 2015 و2016 مشيرا الى ان عدم اتباع توجيهاته ادى الى حدوث مشاكل أخرى.
ولدى محاولته توفير الغطاء لفريقه التفاوضي، والحد من الانتقادات التي يتعرض لها من قبل التيار المهزوم قال خامنئي ان "اخواننا الطيبون" يعملون على رفع العقوبات واقناع الطرف الجائر، مشيرا الى ان المهمة الرئيسية في الوقت الراهن تحييد العقوبات وخلق حركة إنتاج محلي، الامب الذي لايخلو من اعتراف ضمني بخفض اسقف المتوقع من محادثات فيينا.
للتهوين من حالة العزلة الداخلية والأزمات والفضائح التي يمر بها نظامه اضطر للكذب المفضوح عند اشارته للاحتفالات التي اقامتها حكومته يوم 11 فبراير والقول بأن عدد الجمهور المشارك كان أكثر من العام الماضي، وبلغ الضعف في بعض الاماكن.
تجاهل خامنئي ما قاله قبل أيام قليلة عن "عدم رضاه" عن مؤشرات الاقتصاد الكلي، واضطر للدفاع عن فضيحة الفساد والسرقة في قوات الحرس التي وصفها بـ "الافتراء والتخرصات"، مما اظهره في صورة الطرف الذي يشد أزر اللصوص ويشجع السراق الذين دمروا حياة الإيرانيين.
كان امام خيارين، إما الصمت والابتعاد عن التصريحات كما عدة اشهر في السابق، أو الظهور الكاريكاتوري الاقرب الى الفضيحة، وفي كلتا الحالتين يعبر عن العجز وانعدام الخيارات.
محاولة الخداع اليائسة التي قام بها خامنئي عند ظهوره الاخير بعض عدّته للالتفاف على الازمات التي اعتقد بامكانية تجاوزها بعملية جراحية في نظامه ـ اسفرت عن اقصاء بعض المقربين وتنصيب ابراهيم رئيسي رئيسا للجمهورية ـ ولا تخلو من تسليم ضمني بان اوضاع البلاد في انحدار مستمر من الناحيتين الاقتصادية والاجتماعية، وازمات النظام الداخلية تتفاقم مع انعدام الحلول، واللجوء الى القمع في مواجهة الاحتجاجات المتزايدة والانتفاضات المتوالية وفعاليات وحدات المقاومة في الشارع الايراني.