حركة مجاهدي خلق يكتب:

عنف الملالي يفضح عجزهم

يتجه نظام الملالي في ايران الى المزيد من العنف في معالجة ازماته المتفاقمة في داخل البلاد، ففي الأشهر والأسابيع الأخيرة، أصبحت عمليات الإعدام شبه يومية، بعد ان بلغت 275   في العام الماضي، وفق احصائيات جاويد رحمن مقرر الأمم المتحدة الخاص المعني بإيران، كما ازداد عدد الوفيات في سجون النظام بسبب نقص الرعاية الطبية، اتسع هامش المضايقات والاعتقالات بذرائع مختلفة، ضرب الشباب بحجة “محاربة الأوباش” في الأماكن العامة، تدمير منازل المحرومين، والاعتداء على الباعة المتجولين ونهب ممتلكاتهم الضئيلة.

 لا شك في ان النزوع الى العنف دلالة على العجز عن الاستجابة لحاجات الناس، وهشاشة السلطة، الامر الذي تعترف به اوساط النظام ووسائل اعلامه من خلال اشارتها الى وصول حالة الجمود والضعف الى الحد الاكثر حرجا منذ يوم وصول الملالي إلى السلطة، وعلى الصعيد الخارجي تواجه مفاوضات الاتفاق النووي إجماعا عالميا على رفض امتلاك الأب الروحي للإرهاب الدولي القنبلة النووية، ويواصل نظام الملالي انحداره الحاد نحو مزيد من العزلة.

يترافق تفاقم ازمات نظام الملالي مع تغيرات هائلة وعميقة في بنية المجتمع، حيث تم تدمير الطبقة الوسطى التي تشكل ثقل التوازن والهدوء، لتنضم إلى جماهير فقيرة لا يوجد لديها ما تخسره، الامر الذي زاد من الوعي الطبقي وامكانيات المحرومين في مواجهة بطش السلطة.

تتضح هذه الحقيقة اكثر من اي وقت مضى مع خروج  أساتذة الجامعات والأطباء والمتدربين الى الشوارع تعبيرا عن الاحتجاج على ما وصلت اليه اوضاعهم المعيشية، وانضمام عناصر كانت محسوبة على النظام للمحتجين، مما يعني بين ما يعنيه تآكل القاعدة الاجتماعية للنظام وانحطاطها.

يكفي إلقاء نظرة على سلسلة احتجاجات المعلمين و المواطنين المنهوبة أموالهم و المتقاعدبن  للوصول الى قناعة بفقدان القمع لفعاليته، فقد نزل المحتجون إلى الشوارع بقوة وتماسك أكثر مما مضى، وبشعارات أكثر تجذرا، ومع كل ضربة يوجهها المحتجون لجدار القهر يظهر النظام حذره من تعميق غضب الشارع والتحامه مع الطليعة الثورية، الامر الذي كان واضحا أثناء إقرار ما يسمى بـ “خطة حماية الفضاء الإلكتروني” حيث ساد الذعر بين مؤيدي الخطة ومعارضيها.

يزيد عجز النظام عن تلبية حاجات المواطنين دوافع نزول الايرانيين الى الشارع، ويدفعه انحسار خياراته في مواجهة الاحتجاجات الى مزيد من العنف الذي وصل الى طريق مسدود، مما يرجح توقعات قرب الانفجار الكبير، الذي ينهي عقودا من الدوران في حلقة مفرغة.