د.علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

ازدواجية المعايير في الغرب !!

تحدث طلاب هنود وأفارقة عن تعرضهم للتمييز وغيره من الصعوبات عند محاولتهم الفرار من أوكرانيا. وتحدث أجانب ملونون لبي بي سي عن رفض السماح لهم بصعود القطارات واحتجازهم، بينما يتم السماح للأوكرانيين بالمرور أولا.
بعض الصحفيين والضيوف  عبروا عن "صدمتهم" لرؤية ما اعتادوا حدوثه في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا يحدث لأوروبيين "يشبهونهم". وأثار الأمر غضبا ليس بين العرب فقط وإنما حول العالم. وصف كبير مراسلي شبكة سي بي اس نيوز تشارلي داغاتا
الأسبوع الماضي أوكرانيا بأنها " ليست مثل العراق وأفغانستان !
بل دولة متحضرة نسبياً مما يعني ان الاوكرانيين يستحقون تعاطفا أكثر" !!
هذا وقد استقبلت أوكرانيا عام 2020م 76 الف طالب اجنبي
وقد تحدث طلاب هنود وافارقة عن تعرضهم للتمييز عند محاولتهم الفرار من أوكرانيا ومن ذلك رفض السماح لهم بصعود القطارات واحتجازهم بينما يتم السماح  للاوكرانيين  بالمرور !!
ومن تلك التعليقات العنصرية ما يلي:
" نعم هؤلاء مواطنون من الطبقة المتوسطة لا يشبهون اللاجئين القادمين من الشرق الأوسط او شمال افريقيا" مذيع قناة الجزيرة الإنجليزية.
" هذا ليس مكانا ً مثل العراق أو أفغانستان أو سوريا حيث تشهد نزاعات منذ عقود، هذا مكان حضاري نسبيا واوربي الا حد ما" مراسل (سي بي إس نيوز).
وقالت مذيعة إن بي سي الإخبارية الامريكية " هؤلاء ليسوا لاجئين من سوريا إنهم مسيحيون، إنهم بيض".
أشعلت جملة "أوكرانيا ليست العراق أو أفغانستان"، التي أدلى بها شارلي داغاتا الموفد الخاص لقناة "سي بي أس نيوز" الأميركية إلى أوكرانيا لتغطية الحرب، وسائل التواصل الاجتماعي بالغضب، بعد التضامن الكبير الذي حازت عليه الأزمة الأوكرانية في الإعلام العربي، الذي أقل ما يقال عنه إنه إنساني ومؤثر.
المراسل الذي قال في رسالته المباشرة "مع خالص احترامي، فإن هذا ليس مكاناً مثل العراق وأفغانستان اللذين عرفا عقوداً من الحروب. إنها مدينة متحضرة نسبياً، أوروبية نسبياً. حيث لا ننتظر وقوع أمر مماثل"، وعلى الرغم من اعتذاره بعد ذلك بيوم، فإن مقطعه المصور نال أكثر من 1.5 مليون مشاهدة على موقع "تويتر". ودان كثيرون من رواد الموقع العرب وغيرهم هذا التصريح، واعتبروا أن هذه المقارنة "عنصرية".
رئيس الوزراء البلغاري، صرح قائلاً، "هؤلاء ليسوا اللاجئين الذين اعتدنا عليهم. إنهم أوروبيون وأذكياء ومتعلمون وبعضهم مبرمجون لتكنولوجيا المعلومات. هذه ليست موجة اللاجئين المعتادة للأشخاص الذين ليس لديهم ماضٍ مجهول. ولا يوجد بلد أوروبي يخاف عليهم. أنا لست مندهشاً، أنا غاضب فقط".
رئيس لجنة الشؤون الخارجية في الجمعية الوطنية الفرنسية جان ـ لوي بورلانج يقول عن اللجوء الأوكراني "ستكون بلا شك هجرة عالية الجودة وفيها مثقفون". بينما على قناة "BMF" الفرنسية يقول أحد الضيوف، "إننا في القرن الحادي والعشرين وهناك بلد تنهال عليه الصواريخ كما لو كان العراق أو أفغانستان، هل تتخيلون؟".
مراسل "CBS news" يقول "مع كل احترامنا، هنا ليست العراق أو أفغانستان، حيث انتشر الصراع فيهما لعقود، إنه بلد متحضر".
الهفوة التي ارتكبها المراسل الأميركي، وقع فيها كثيرون حتى سياسيون، مراسل شبكة "بي بي سي"، عبر عن تأثره بالقول "مؤثر أن يموت أناس أوروبيون، بعيون زرقاء وشعر أشقر يقتلون".
هذه هي أهم التعليقات التي  ظهرت في الاعلام الغربي وقد كشف فيها عن وجهه القبيح و عنصريته  ونظرته الدونية لشعوب آسيا وافريقيا وأظهر تحيزه للجنس الأوربي والدم الأزرق وسقط هذه السقطة المدوية !!
وهذا الاعلام الغربي العنصري  هو نفسه  الذي حرض على قتل الملايين من البشر في العراق وأفغانستان وفيتنام وكوريا ولاوس وكمبوديا والشيشان والبوسنه والهرسك وغيرها وهو نفس الاعلام الكاذب الذي يتدثر بحقوق الانسان وحرية الشعوب وهو نفسه الاعلام الغربي الذي  يقتل الانسان ويسير في جنازته ويمارس أبشع أساليب المكر والخداع والكذب  والعنصرية .
د . علوي عمر بن فريد