افتتاحية مجاهدي خلق
إيران... شعارات فارغة لملء الأمعاء الخاوية
انطوت مناقشة مجلس خبراء نظام الملالي لقضية الفقر والجوع في ايران على عدد من المفارقات سواء فيما يتعلق بطريقة تداول القضية والنتائج التي تمخضت عن الاجتماع او الحلول المفترضة.
رأى رئيس المجلس احمد جنتي ضرورة التفكير في الفقراء والجياع والتوصل إلى نتيجة عملية في هذا المجال، واصفا اطعامهم بالمعجزة، فيما اشار ابراهيم رئيسي الى القضاء على الفقر المدقع باعتباره أحد الشواغل الخطيرة للحكومة، وتضمن البيان الختامي ايعازا لحكومة رئيسي بضرورة التركيز على أولويات الاقتصاد والمعيشة والدعم الخاص للقطاعات المتضررة من المجتمع، ووجد المجتمعون الحل في “جهاد التبيين” وهو الاسم المستخدم للنظام المتبع في الدعاية والخطاب الديني، لينتهي الامر بعلاج الظاهرة بالكلام .
جاءت المفارقة في موافقة مجلس الخبراء بطريقة فاضحة، خلال دقيقتين، على إزالة الدعم الحكومي للدولار الامر الذي يعني من بين ما يعنيه زيادة الغلاء، مفاقمة الاوضاع المعيشية في البلاد، وبالتالي المزيد من الافقار للفقراء والجياع، الذين جرى التداول حول حل مشكلتهم، مما اثار بعض الاحتجاجات والمطالبة بمحاربة الفساد، ولم تكن مفارقة المجلس الاولى من نوعها، ففي وقت سابق حددت حكومة ابراهيم رئيسي الحد الأدنى للأجور بنصف خط الفقر الذي أعلنته مصادر النظام.
اعتاد الملالي على تبرير الغياب عن معالجة فقر الفقراء وجوعهم بالعقوبات، فقد دعا الولي الفقيه مجلس الخبراء الى توفير راحة البال للناس فيما يتعلق بالارزاق لكنه اكد في المقابل على ان التنازل أمام أمريكا أو غيرها من القوى بغية تجنب فرض العقوبات خطأ كبير وضربة للقدرة السياسية.
وفي المقابل يحاول الولي الفقيه تضخيم “أذرع القوة” من خلال إطعام الحرس وجلاوزة القمع، وإنفاق ثروات البلاد على المشروع النووي والصاروخي وارهاب المنطقة والعالم، لمواجهة جيش الجياع، والتصدي لفيضان التمرد الشعبي الثائرة .
تثبت تجربة العقود الأربعة الماضية حقيقة تعميق ومأسسة النظام لظواهر الفقر والجوع، مع تراجع هذه الظواهر على سلم الاولويات وعدم القدرة على التفكير في حلها، مما يعني مواجهة غضب الغضب الشعبي، وحتمية التغيير التي يتسع حضورها يوما بعد يوم.