حركة مجاهدي خلق يكتب:
صفحة اخرى من التاريخ الايراني
استشرفت الرئيسة المنتخبة من قبل المقاومة الايرانية مريم رجوي في الرسالة التي وجهتها بمناسبة عيد النوروز وحلول رأس السنة الإيرانية الجديدة مستقبل ايران وشعبها بتوقفها عند “عصر جديد في طور الظهور” واشاراتها الى تغيير دولي كبير، ودخول نظام ولاية الفقيه إلى مرحلة السقوط، بمواجهته انتفاضات الشعب الإيراني، ليطوى عام الانتفاضات ووحدات المقاومة صفحة اخرى من التاريخ.
كان استشراف رجوي مبنيا على قراءة واعية للاحداث حيث انتهى العام الإيراني 1400 مع دخول الاحتجاجات والعواصف حقبة جديدة، يظهر فيها نظام الملالي اقرب الى سفينة تعرضت للعاصفة، ويحاول قبطانها المستبد خامنئي تأخير غرقها.
ولم تغب تفاصيل الحالة المتفجرة للمجتمع عن معطيات القراءة التي قدمتها رجوي للايرانيين، ولا سيما ما جاء على السنة وكلاء النظام من اعترافات بان حالة السخط الاجتماعي لم تكن شديدة في العقود الأربعة الماضية، كما كانت عليه في العام 1400، وتوقعاتهم بحدوث انتفاضات أكبر من انتفاضة نوفمبر 2019.
جاءت هذه الاعترافات لتعبر عن سلسلة من الاحتجاجات والانتفاضات والهبات، معاناة الملالي من الانتفاضة المسلحة في سيستان وبلوشستان في فبراير2021، انتفاضة اهالي خوزستان العطشى التي وصلت إلى لرستان، لتتلوها انتفاضات تبريز وطهران، تجليات احتجاجات مزارعي أصفهان، انتفاضة أهل شهركرد،21 انتفاضة للمعلمين على مستوى البلاد استهدفت قلب النظام ولم تكن مطلبية، واحتجاجات مختلف الشرائح والمواطنين المنهوبة أموالهم .
وتصدرت المشهد وحدات المقاومة التي تقود المجتمع نحو إسقاط النظام، تتحدى تعبئة الأجهزة الأمنية بزيادة نشاطاتها الخارقة لأجواء القمع، لتكرس صحة استراتيجية جيش الحرية.
كان في ذهن رجوي خلال قراءتها للمشهد محاولات خامنئي وقف انهيار نظامه بعملية جراحية كبيرة ازالت جزء كبيرا من النظام وتعيين إبراهيم رئيسي منفذ مجزرة عام 1988 رئيسا على امل تخويف المجتمع يزيادة عمليات الإعدام.
تتلمس الرئيسة رجوي الاوضاع المعيشية لشعبها حيث وصلت الأزمة الاقتصادية إلى حد انهاء النظام الدعم الحكومي لتسعيرة الدولار في العام 1401 لتزيد تكاليف المعيشة من 7 إلى 8 مرات.
وتنبئ ازمات نظام الملالي في الساحة الدولية باستمرار التدهور الداخلي حيث يواجه الاتفاق النووي طريقا مسدودا بعد عام وثماني جولات من المفاوضات، ويتسع العمق الدولي الداعم للمقاومة الإيرانية كل يوم، لدرجة حضور نائب الرئيس الأمريكي السابق مايك بنس ووزير الخارجية السابق مايك بمبيو اجتماعات المقاومة الإيرانية واعلانهما تأييد خطة الرئيسة رجوي ورفضهما استبداد وديكتاتورية الشاه والشيخ، ووصفهما وحدات المقاومة بأنها أمل الشعب الايراني.
المحاكم الدولية مؤشر اخر على تقدم المقاومة وقدرتها على توجيه الضربات الكبرى المتتالية لدكتاتورية الملالي، بدء بالمحكمة البلجيكية في أنتويرب وإدانة الدبلوماسي الإرهابي وشركاءه الثلاثة، مرورا بمحاكمة حميد نوري في السويد التي تحولت إلى مسرح لفضح جرائم النظام ومرتزقته والتأكيد على شرعية وأحقية مجاهدي خلق وتضحياتهم، ودلالة اخرى على التقدم السريع لحملة المقاضاة.
مثلما اظهر العام 1400 خسارات النظام المتلاحقة و صعود الجبهة الشعبية والمقاومة يحمل العام 1401 بشائر انتصارات اخرى تفتح افاقا جديدة امام الايرانيين المتعطشين للتغيير والخلاص من نظام العصور الوسطى.