حركة مجاهدي خلق يكتب:
بشارات ورسائل العام الإيراني الجديد
نفضت الأرض عن أكتافها – في تغيير وضعها السنوي من مستقراتها في مدار الشمس – عبء أربعة عشر قرنًا حافلة بالصراعات والأحداث، وأدخلت التقويم الهجري الشمسي في القرن الخامس عشر. والجدير بالذكر أن هذا التغيير الطبيعي يبشِّر بحدوث تغيير سياسي واجتماعي كبير في وطننا.
ويمكننا من الآن فصاعدا أن ندرك بعض رسائل هذا التغيير الكبير وبشاراته.
وتتجسد الرسالة الأولى لهذا التغيير في القضاء على استبداد الحذاء والشبشب في أرض تستحق التمتع بالحرية والديمقراطية أكثر من أي وقت.
إذ عانت إيران في القرن الرابع عشر من التلاعب بين 4 ديكتاتوريين متوحشين ومتعطشين للدماء. وإجمالًا، يشهد التاريخ بأن الشاه احتل إيران 53 عامًا، واحتلها الشيخ 43 عامًا.
إذ احتل رضا بهلوي إيران اعتبارًا من عام 1925 حتى عام 1941.
واحتلها محمد رضا بهلوي اعتبارًا من عام 1941 حتى عام 1978.
ثم احتلها خميني اعتبارًا من عام 1978 حتى عام 1989.
وفي الختام احتلها الديكتاتور الأخير على خامنئي اعتبارًا من عام 1989 حتى الآن.
ويجب أن يكون القرن الجديد هو قرن إقامة جمهورية ديمقراطية وشعبية قائمة على أساس المساواة بين الرجل والمرأة، وفصل الدين عن السياسة. وتجدر الإشارة إلى أن هذا التقويم بدأ منذ لحظة دخول عقارب الساعة في القرن الجديد، ولا يمكن لأي شيء أن يوقفه.
وكما قالت رئيسة الجمهورية المنتخبة من قبل المجلس الوطني للمقاومة الإيرانية السيدة مريم، في كلمتها بمناسبة عيد النوروز، فإن مرحلة التغييرات الدولية الكبرى، ومرحلة اندلاع انتفاضات الشعب الإيراني المستعصية الإخماد دليل على أن نظام ولاية الفقيه دخل بشكل لا رجوع فيه في مرحلة الإطاحة به.
ويعني دخوله في مرحلة الإطاحة أن النتيجة الحتمية هي السقوط الحتمي للاستبداد الديني بغض النظر عن اتجاه التطورات السياسية والاجتماعية وما يصحبها من تقلبات ومنعطفات وصعود وهبوط.
إن اليقين بالإطاحة ليس تخمينًا تفاؤليًا وقلقًا بشكل إيجابي ومبنيًا على رجاء فلسفي ومثالي، بل إنه متجذر في حقائق راسخة لا مساس بها. وقد وصلت الظروف الموضوعية إلى أعلى مستوياتها من الاستعداد. ويتم التعبير عن هذا الاستعداد بتعبيرات مختلفة في الثقافة الحكومية. وعلى الجانب الآخر، نجد أن التحفظ العقلي ومُشعِل الانتفاضة وقائدها، أي البديل السياسي للمنظمة الرائدة ووحدات المقاومة أكثر استعدادًا من أي وقت لتأجيج الانتفاضة وتصعيدها يومًا بعد يوم.
والجدير بالذكر أن مهمة إبطال تعويذة تضييق الخناق لمواصلة الانتفاضات النارية المتواصلة والمتسارعة؛ مستمرة.
إن إيران وشعبها المطحون؛ متشوقون للانفجار الغاضب مثل البركان المنفجر. وفي حين أنه تم إزالة تماثيل ورموز الشاه في الأيام الأخيرة من سقوط النظام الملكي أثناء ثورة عام 1979، فإننا نشهد في الوقت الراهن إحراق صور خامنئي ولافتاته يوميًا. ويجب المحافظة على تماثيل الجلاد قاسم سليماني بصرامة؛ لأن المواطنين الغاضبين يترصدون تحويلها إلى رماد في كل لحظة.
ومن البشارات الأخرى في أول عيد للنوروز في القرن الخامس عشر الهجري الشمسي هي عودة القيم المنقرضة لحركات التحرير والثورات الشعبية مرة أخرى إلى أوروبا وبالتالي إلى جميع أنحاء العالم؛ تزامنًا مع مقاومة الشعب الأوكراني للاحتلال. إن المقاومة وحمل السلاح للتحرير، والتضحية بالنفس من أجل تحرير الشعب وإسعاده، وعدم الاستسلام في مواجهة القصف الشديد، ومغادرة المنزل والعائلة للانضمام إلى صفوف المعركة، وتوديع الزوجة والأبناء، وارتداء ملابس القتال، والانضمام إلى المقاومة، وتفضيل ذلك على أي شيء آخر؛ لا يعتبر عنفًا ولا ترويجًا للعنف. بل على العكس من ذلك، فإن الهروب من مواجهة المحتل، والافتراء على القوة المقاتلة، وانعدام الشهامة والغيرة، والبغاء السياسي، والتهرب من دفع ثمن الحرية؛ ليس انتهاكًا للقيم فحسب، بل يُدرج في عِداد خيانة الوطن.
إن المقاومة الإيرانية في الطليعة ولم تعُد وحدها في تمثيل هذه القيم، ويدوي صوتها في الضمائر العالمية المنتفضة.
إن الاعتماد على إبراهيم رئيسي ليس نعمة وفرصة في مهب الريح بالنسبة لخامنئي. ومنذ اللحظة التي تم فيها تعيين جلاد عام 1988 رئيسًا للحكومة، سرعان ما تحركت عجلات حركة التقاضي بأقصى سرعة. وتشير الحملات القانونية المنتصرة للمقاومة الإيرانية في الساحة العالمية إلى أن الوقت قد حان اليوم لمحاكمة قادة هذه الحكومة المجرمين بتهمة الإبادة الجماعية والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبوها.
وخلاصة القول هي أن وطننا دخل ربيعه السياسي والاجتماعي بحلول العام الجديد. ولا شك في أن عيد النوروز عام 2022 يعتبر برسائله وبشاراته أكثر أعياد النوروز بركة في تاريخ إيران المعاصر.