عبدالواسع الفاتكي يكتب لـ(اليوم الثامن):
في اليمن الاغتيالات والتفجيرات إرهاب أم سياسة !!
الإجرام يذكرنا باستمرار بمهمته الرئيسة وهي إلحاق الألم والمعاناة بالناس والانتهاك الصارخ لأمن واستقرار الوطن والمواطن ، اليمن فيه قوى داخلية تحترف صناعة الأزمات وأياد خارجية تستغل الصراعات السياسية والمسلحة فتجعل اليمن ساحة مفتوحة لمخابراتها وعملائها من اليمنيين الذين يجري تجنيدهم في ظل ظروف صعبة في مسعى يرمي لتحقيق الارتهان لتلك الأيادي الخارجية وحلفائها في الداخل .
من الواضح أن الاغتيالات والتفجيرات في اليمن تتزايد مع المراحل المفصلية في القضايا الوطنية ، ذات الأبعاد الداخلية والخارجية ، أي أنها لم تعد أعمالا إجرامية صرفة ، وإنما أعمال توظف سياسيا لتصب في مصلحة أطراف متضررة من أي تحولات مهمة ؛ لتتحول اليمن لساحة للفوضى ولتأجيج مشاعر البغض والتنافر بين فئات المجتمع اليمني الذي يتكئ على عبء تاريخي دموي يجتره مع كل لحظة فوضى أو انكسار ، بما يدفع كل فئة
لتفسر ما يصيبها من إقصاء أو حيف متماهية مع الإرث القبيح الذي صنعته قوى تصارعت على ترابه بالأمس وتتفانى لذات الغرض اليوم .
كثرة الأطراف المتصارعة يجعل مسألة التصديق اليقيني ببراءة أي منها تكاد تكن منعدمة، في ظل إقحام أطراف دولية وإقليمية في مضمار ما يجري ، وهو ما يجعل من هذا الأمر أكثر تعقيدا ، وتحيط به الكثير من علامات الاستفهام وعليه فإن البحث عن الحقيقة يستلزم طرح سؤال مركب و محوري ومهم هو ، من المستفيد من تلكم الجرائم؟ ومن المستهدف منها ؟ ولماذا يستهدف شرفاء المؤسسة العسكرية والأمنية ؟
نحن الآن أمام منعطف خطير يتم التعامل معه ببيانات عزاء وتنديد وشجب ، اليمن يعاني من جرائم منظمة تديرها عصابات متمكنة ترغب دوما في السيطرة على مفاصل حياة اليمنيين ، تبث الرعب لتضطرهم لمقايضتهم الأمن مقابل السلطة ، ليعي ذوو مشاريع العنف أنهم أول الخاسرين وأنهم لن يكونوا بمنأى عن دفع ثمن جرائمهم وأن كل ما يقومون به من إيقاد نار الفتنة وسفك الدماء ستذهب أدراج الرياح بعون الله تعالى ثم بصبر وحكمة اليمنيين المشهودة عبر تاريخ نضالهم الطويل .