د. علوي عمر بن فريد يكتب لـ(اليوم الثامن):

وداعا يابلي مبدع الحرف والكلمة الحرة

وداعا ايها الاخ والصديق الكاتب والصحفي والمحلل والمفكر الأستاذ نجيب يابلي وداعا يا صاحب الراي والقلم الحر والفكر المتنور، وداعا يا صاحب المواقف الشجاعة.. ليس هُناك أشد قسوةً وألماً على الشخص أكثرُ مِن أن يسمع نبأ وفاةِ صديقٍ خاصةً إذا ما كان الصديق وفياً صادقَ الوعدِ لهذهِ الصداقة على الرّغمِ مِن أنّ الموت حقٌ على كُلِ إنسان، إلا أنّهُ الأقسى على النفسِ،
عودتنا أن نحب قلمك يا أستاذنا العزيز نجيب لما يسكبه من روح وطنية تحركها ايقونات الفكر ودرر المبدعين أمثالك، فتجعلنا نتمنى، جمع غدائر القمر الفضيّة ووضعها فوق رؤوسكم الشامخة أبداً، كأكاليل حلي، وكأزاهير المروج، لجدلها عقودا طيبة حول أعناقكم، ونتمنى لو كانت جبهة الشمس والذرى الشم، في متناول اليد، لنجعلها ملاعب فسيحة لكم، وأمكنة لإقامتكم الدائمة، عرفاناً بفضلكم، وتعويضاً عن تعبكم الذي تحولونه إلى سعادة للآخرين، وتعصرون دمكم زيتاً في سراج الحقيقة لتقوى وتنتصر وتسود.
لم يتعب القلم من رفقت أصحاب الفكر والرؤى وأنت في طليعتهم يا أستاذنا الحبيب نجيب يابلي، فكان دائما وأبدا، وفيا لرفاق الحرف مثلك المجبولين بالطيبة والصدق والوفاء.
أما أولئك الذين يرهنون أقلامهم لغير الحق والخير والجمال والبراءة والصفاء والطيبة والحقيقة والوطن، فجزاؤهم المقت والازدراء، وصفتهم الخيانة والغدر، ونهايتهم الإقصاء والإبعاد، مثل ما يُقصى ويُبعد البعير الأجرب عن قطيعه، لتخفيف ضرره على باقي القطيع، وتحصينهم من مرضه المعدي.


لقد فجعنا بموتك في وقت نحن احوج ما نكون لرايك وفكرك
المتنور.
دموع صامتة خرجت بحرقة تحمل مشاعر الحزن والاسى من اصدقائك ومحبيك وهم يودعونك إلى مثواك الاخير، شريط ذكريات اختزلت عبر السنين من الذكريات القريبة والبعيدة، رحلت عن دنيانا تاركا لنا طيب عملك وحسن سيرتك، ونقاء سريرتك، واجمل ذكريات الصداقة والاخوة التي ربطتنا بك ، تلقينا نبأ وفاتك المفجع الذي هزَ القَلب بمشاعر مرهفة لم نتحملها من جورها ، والآن نحن لا نملك يا صديقنا الراحل في كل الاحوال الا الدعاء والتضرع إلى الله ان يتغمدك برحمته فقيدنا العزيز، فالله هو الملاذ الوحيد لنا من حالة الحزن والاسى التي سحقتنا وغطتنا بهذه المشاعر الفياضة.
رحلت عنا يا صديقنا ورفيقنا العزيز نجيب يابلي القومي العروبي المنبت والفكر رحلت قبل ان تكمل المسيرة فقد كنت موضع ثقة زملائك واحبائك في صحيفة الأيام سيفتقدك الجنوب وأهله سنفتقدك وكتاباتك التي رحلت معك ...وداعا يا رمز الاخلاص والوفاء، وعزاؤنا أنك تركت ارثا ضخما من الابحاث والمقالات والتحليلات والابحاث فهي مناره وشعلة مضيئة تهتدي بها الأجيال القادمة،
رحلت يا نجيب، وتركتنا وحدنا نُصارِع أمواج المآسي
رحمك الله يا نجيب لقد ابدعت وامتعت فرحلت قرير العين.. وستظل ذكراك محفورة في القلوب والوجدان. وندعو الله العلي القدير ان يلهم اهلك وذويك وكل محبيك الصبر والسلوان.
«إنا لله وإنا اليه راجعون».
د. علوي عمر بن فريد