موسى المليكي يكتب لـ(اليوم الثامن):

الأوضاع المعيشة الصعبة تفسد فرحة اليمنيين برمضان

استقبل اليمنيون شهر رمضان المبارك بالقلق والخوف من تدهور الحال المعيشي وغلاء الأسعار، فرمضان الذي يعتبر من أكثر الشهور التي تحتاج إلى ميزانية خاصة، لايزال ارتفاع الأسعار يلقي بظلاله الثقيلة التي تكدر صفو هذا الشهر ويصعب حياة الاف الأسر ويدخلهم في متاهات كثيرة ومتشعبة، وأصبحت الكثير من المشاكل الأسرية والمجتمعية سببها غلاء المعيشة وارتفاع أسعار المواد الغذائية وإيجار المسكن وكل هذا لا يرى اليمنيون سببا اخر له غير الانقلاب الحوثي على الدولة ومقدراتها.

أمراض النفسية

وشمل الارتفاع كافة المواد التموينية دون استثناء حتى مادة الغاز المنزلي وأصبحت متطلبات المعيشة عبارة عن مشاكل شهرية يصعب توفيرها فيشعر رب الأسرة بالدونية في ظل عدم الوفاء بمستلزمات المنزل في ظل عدم وجود الراتب أو ضآلته إن وجد وبالتالي تبدأ الأمراض النفسية، وحول هذا الأمر يقول أحد اختصاصي الاجتماع: "إن تأثير غلاء المعيشة وارتفاع الأسعار يصيب الشخص بأمراض نفسية بالغة لكثرة الضغوط ومن أهمها الضغوط الاقتصادية، حيث يصبح الفرد أكثر عرضة للاكتئاب والقلق النفسي وتتكالب عليه جميع الضغوط ".

ويمثل الغلاء الفاحش الذي يثقل ظهر المواطن دلالة على عدم الاستقرار السياسي وضعف القيمة الشرائية للريال اليمني.

كما أن ارتفاع الأسعار يدل على فشل سياسة الشرعية في تأمين حياة المواطن الذي فقد كل دواعي الاستقرار في حياته ومنها قضية الازمات النفطية والأسعار  التي لا يبدو انه سيكون لها حل   لسنوات قادمة من هذا الإنقلاب المرير.

ويعد غياب الرقابة على الأسواق وإخضاع التجار للمحاسبة بسبب قربهم من جماعة الحوثي، وعدم مساءلتهم في ظل الأزمة التي تمر بها البلاد، كل هذا جعل المحلات وخاصة التي واقعة بين الأحياء الشعبية تستغل هذه الفجوة بالزيادة التي يضعها العمال في المتاجر أو البقالات، لدرجة تجعل أن رب الأسرة يشعر بالعجز لأنه فشل في توفير احتياجات اسرته من مستلزمات المأكل والمشرب والملبس.

العلاقات الأسرية

ظاهرة ارتفاع الأسعار دمرت كثير من العلاقات الأسرية وأدت لظهور سلبيات لا حصر لها منها التهديد الصريح للاستقرار الأسري وإصابة ذوي الدخل المحدود بالعديد من الأمراض وفي مقدمتها الضغط والسكري، ولهذا السبب قال "محمد" الذي انفصل عن زوجته بسبب الأحوال المعيشية : لم تكن المشاكل تعرف طريقها إلى منزلنا الا منذ أن جاء الحوثيين وجاؤوا بالخراب والدمار للأسرة والمجتمع، كنت معتادا على مستوى معيشي معين وحين انقطع لم تستطع زوجتي الاحتمال ورؤية أطفالها جوعى فطلبت مني الطلاق وقررت تدمير المنزل الذي عشنا فيه احلى سنوات العمر، هذا بسبب انقطاع الرواتب وحسبي الله ونعم الوكيل فيمن كان السبب".

 إنقاض الجوع

يقول الدكتوريحي عبدالغفار استاذ الاقتصاد إن" الغلاء والارتفاع الفاحش في الأسعار يعتبر جريمة بحق المواطن بشكل خاص وبحق البلاد بشكل عام. فالمواطن أصبح لا يقوى على هذه الأسعار ولا يقوى على شراء كل ما يرغب به، ما يجعل الأسر محدودة الدخل تضطر  أن تلجأ إلى الديون التي تكسر ظهر رب الأسرة، ولا شك ان الانقلابين هم الجهة المسؤولة التي لم تمارس أي دور لكبح جماح موجة الغلاء في كافة المستلزمات الحياتية اليومية التي يحتاجها الإنسان، بل على العكس ساهمت ميليشيات الحوثي في التضييق على حياة المواطنين ورفع الأسعار واصطناع الازمات بلا مبرر الا السعي وراء المزيد من الثراء ولو كان على إنقاض الجوعى".

تجار الانقلاب

ولايزال الشعب اليمني بأكمله يعاني باستمرار من الارتفاع المتواصل والجنوني للأسعار في كافة المستلزمات الضرورية، وذلك نتيجة الانقلاب، وانعدام الرقابة على التجار الموالين للحوثيين الذين يقومون باستغلال الوضع ويلعبون بالأسعار حسب مزاجهم دون أن يراعوا بذلك المواطن الذي تقع على عاتقه كل الاهوال المعيشية.

يشار إلى أن الريال اليمني شهد منذ مطلع العام الجاري هبوطا متسارعا وغير مسبوق ما صاحبه ارتفاع مجنون في أسعار المواد الغذائية الأساسية.