كلمة اليوم الثامن..

المجلس الانتقالي الجنوبي ومشاورات الرياض

نظراً لحالة الانفصال "بين الشارع الجنوبي وفريق الجنوب المشارك في مؤتمر الرياض"، ووقوع الشارع أمام ضغط التسريبات التي يتم طباختها في الغرف المغلقة بالعواصم الإقليمية، نضع جملة من النقاط التي اعتقد ان لها أهمية من وجهة نظري.

  • أولا المجلس الانتقالي الجنوبي يشارك ضمن وفد كبير بقيادة الرئيس عيدروس الزبيدي، وموقف الرجل لا يزال صلبا قويا وثابتاً، ناهيك عن ان لا شيء يستحق التنازل، فاليمن الشمالي لا يزال حوثياً، وثلاثة ارباع من الاخوة اليمنيين لا يمتلكون أي قاعدة شعبية او جماهيرية يمكن ان يفاوضوا عليها، لديهم بعض الشخوص القليلة (الجنوبية) التي فقط تبحث عن مصالح شخصية لا أقل ولا أكثر، لكن على الأرض لا تمتلك هذه الأطراف أي شيء، واذا اختارت الحرب ضد الجنوب كما فعلت من سابق، فهذا قد يعجل بفرض حلول تخدم المجلس الانتقالي وتمنحه القدرة على المناورة على ملفات ليست في يده اليوم.
  • يصور خصوم المجلس الانتقالي الجنوبي، ان الوضع (الكارثي) في العاصمة ومدن الجنوب الأخرى من صنيعته في حين انه استطاع التعامل مع ملف الازمات المصنوعة باحترافية كبيرة، ساعده في ذلك الوعي الشعبي الكبير.
  • في العام 2020م، كانت بعض الأطراف الإقليمية تعتقد ان المجلس سيخسر الرهان، حروب عسكرية في أبين وكوارث الامطار وجائحة كورونا، لكن المجلس كان قد التحدي وأعلن الإدارة الذاتية، وتحمل الجنرال أحمد سعيد بن بريك المهمة، ونجح في معالجة كارثة السيول والتصدي لجائحة كورونا، وكل ذلك من موارد العاصمة عدن، يعني ان العاصمة لديها الموارد الكافية بما في ذلك توفير وقود الكهرباء، ودعم مشاريع التنمية.
  • كان الخطاء الذي ارتكبه المجلس الانتقالي الجنوبي هو "إلغاء الإدارة الذاتية"، والذي كان من المفترض تعليق العمل بها، وإعادة تفعيلها في أي وقت يريد، خاصة وانه ترك فرصة لرعاة اتفاق الرياض ان يقوموا بدورهم، وربما الخيار القادم ليس الإدارة الذاتية وربما الحكم الذاتي.
  • التزم المجلس الانتقالي الجنوبي بكافة بنود اتفاقية الرياض ولم يتبق الا الشق العسكري، وبدلا من تنفيذ هذا البند، أطلق خصوم المجلس "فوضى التظاهرات وقطع الطرقات وإطلاق الهتافات العنصرية"، وتعامل المجلس مع ذلك بقدرة كبيرة من الحكم لإدراكه خطورة ما كان يخطط له، وكانت معركة كريتر هي ما كان يمهد لها خصوم المجلس من خلال الفوضى.
  • تم التعامل بحزم مع احداث كريتر، فكان المخطط الكبير يحضر، استهداف محافظ العاصمة احمد حامد لملس الأمين العام ومساعده الوزير سالم السقطري، ومع ذلك نجح المجلس في تقديم رموز الإرهاب المرتبط بالحوثيين ووجه رسالة الى الرئاسة اليمنية عن زعيم العصابة الإرهابية التي استهدفت عدن بالتفجيرات، وهو قائد عسكري في أحد الالوية العسكرية.
  • رغم موجة النزوح (غير المبرر) صوب عدن، الا ان سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي تعاملت مع هذا الملف بكل احترافية "يمنيون جار عليهم الفقر وشظف العيش، ويعتقدون انهم في عدن قد يحصلوا على اعمال توفر لهم اعاشة طيبة".
  • نجح محافظ العاصمة الأمين العام، في تحريك عجلة التنمية وتسهيل المشاريع الاستثمارية التي وفرت فرص عمل للكثير من العاطلين عن العمل، وكان نصيب الاشقاء اليمنيين فيها كبيرا جداً، وقدم دعما حكوميا للكثير من المشاريع الخاصة المرتبطة بحياة المواطن، ومنها الافران والخضار وغيرها".
  • وبالعودة الى مشاورات الرياض، يظل المجلس الانتقالي الجنوبي صاحب الحضور الأبرز ليس بالوفد المتواجد هناك، ولكن بما هو على الأرض من قوة عسكرية وقواعد شعبية كبيرة وكبيرة جداً، فالكنتونات التي يتم الإعلان عنها باسم الجنوب، ليس لها أي وجود، وبعض افراد هذه الكنتونات لا يتجاوز أصابع اليد الواحدة، ناهيك عن وجود كنتون صغير لا تزيد قيادة عن شخصية اثنين فقط "الرئيس والأمين العام".
  • اذا ما تحدثنا عن قوات عسكرية، وقتال الحوثيين، فنحن نتحدث عن المجلس الانتقالي الجنوبي، والحديث عن ملف مكافحة الإرهاب، نتحدث عن المجلس الانتقالي الجنوبي، واذا ما تحدثنا عن أهمية وجود شراكة إقليمية فنحن نتحدث عن هدف رئيس من اهداف المجلس الانتقالي الجنوبي.
  • لذلك المجلس الانتقالي بعيدا عن ما قد تسفر عنه مشاورات الرياض، هو صخرة صلبة، ويمتلك قدرة تغيير أي معادلة سياسية لمصلحة الجنوب، لذلك واهم من يعتقد انه بإمكانه تجاوز المجلس في مشاورات هدفها الأساسي جلب الحوثيين الى طاولة المفاوضات لا توحيد الجهود لهزيمتهم كما كان شعار اتفاق الرياض.
  • المجلس الانتقالي الجنوبي يمتلك قيادة محترفة غير تلك الشخصيات المتواجدة في عواصم الإقليم ولا تراها الا عبر مواقع التواصل الاجتماعي، هناك قيادة حقيقية تستطيع تغيير أي معادلة سياسية لمصلحة الجنوب، والقادم أفضل بأذن الله.