كلمة اليوم الثامن

إخوان اليمن والحوثيون.. حلفاء أم أعداء

عدن

"إخوان اليمن" التنظيم الذي انفرد بالسلطة في اليمن في العام 2012م، بعد ان ظل شريكا لنظام الرئيس اليمني الراحل علي عبدالله صالح، بين سبتمبر (أيلول) 1990 وفبراير (شباط) 2011م، حين انقلب الاخوان على السلطان تماشيا مع ما سمي بثورات الربيع العربي التي دعمتها بعض الدول الإقليمية في اليمن.

ما كان للحوثيين أن يصلوا صنعاء ويتم شرعنتهم كقوة سياسية، لولا انتفاضة اخوان اليمن الذين سهلوا للمتمردين الذين كانوا في جبال صعدة أقصى اليمن الشمالي، تقع على بعد 242 كيلو مترا عن العاصمة اليمنية، بالوصول الى ساحة الجامعة في صنعاء، ومن ثم اشراكهم بما عرف بمؤتمر الحوار الوطني الذي أنتج حلولا هشة.

كانت سلطات الإخوان هي الممسكة بالسلطة والجيش وجرحى إعادة هيكلة قوات الحرس الجمهوري المحسوبة على الرئيس السابق علي عبدالله صالح، لكن بعد ان أصبح الحوثيون قوة سياسية معترفاً بها من خلال مؤتمر الحوار المنعقد بين (2013م-2014)، وقد اسقط الحوثيون محافظة عمران المجاورة لصنعاء عقب قتال محدود في الـ7 من يوليو (تموز)2014م.

واذا ما تم وضع مقارنة بين الإخوان والحوثيين "هل هم حلفاء ام أصدقاء"؟ يجب الإشارة الى اتفاق مران بين عبدالملك الحوثي زعيم الحوثيين ومحمد اليدومي زعيم إخوان اليمن في أغسطس (آب) 2014م، تلقى ذلك توقيع اتفاقية السلم والشراكة في صنعاء يوم الـ21 من سبتمبر أيلول 2014م.

في الـ22 من يناير (كانون الثاني) 2015م قدم الرئيس عبدربه منصور هادي استقالته من رئاسة اليمن، إلى البرلمان للنظر فيها، وعلى اثر قرار الاستقالة دخل الاخوان والحوثيين وحزب المؤتمر الشعبي العام وأحزاب أخرى في مفاوضات على اختيار محمد سالم باسندوه رئيسا لليمن خلفا لهادي، بعد ان كان قد قدم اسقالته من رئاسة حكومة الكفاءات للحوثيين وليس لهادي.

لم يعلن اخوان اليمن تأييد عاصفة الحزم الا بعد مرور نحو عشرة أيام من الغارات الجوية المكثفة التي شلت حركة الحوثيين تماماً ودمرت المخزون العسكري الذي حصلوا عليه من الجيش اليمني.

خلال سبع سنوات من الحرب، كان الإخوان يستثمرون أي انتصار عسكري تحقق القوى المناهضة للانقلاب الحوثي، ومع ذلك كشفت صور موثقة وجود مقاتلين من تنظيم الاخوان في صفوف الحوثيين، ولعل مقتل شقيق القيادي الإخواني عبدالله العليمي في منطقة نهم شرق صنعاء، واحدة من الأدلة على ذلك.

لم تكن شعرة معاوية بين الاخوان والحوثيين، بل كان هناك تحالفا استراتيجيا، فخلافا لتحول مأرب كنقطة أمداد للحوثيين بالأسلحة والطائرات المسيرة التي تدخل من منافذ محافظة المهرة الجنوبية وتمر عبر قواعد عسكرية تابعة لإخوان اليمن حتى تصل صنعاء، كانت أسلحة سبعة أولية قدمتها السعودية للإخوان تسلم للحوثيين في فرضة نهم وحدها، برر وزير الدفاع السابق محمد المقدشي الهزيمة بانه انسحاب تكتيكي، لكن في نهاية المطاف تكررت عملية تسليم الأسلحة في محافظات الجوف ومأرب والبيضاء وصولا إلى بيحان شبوة.

ليست استراتيجية الاخوان بدعم الدخول مع الحوثيين في معركة كسر عظم، لذلك حافظ التنظيم على قواته واستغل الحرب للتوسع في خارج مأرب المركز الرئيس، نحو مدينة تعز التي أنشئ فيها قوات الحشد الشعبي.

وخلافا ذلك، نفذ تنظيم الاخوان هجمات إرهابية في عدن لمصلحة الحوثيين وهو ما اثبتته تحقيقات وحدة مكافحة الإرهاب.

حاليا تنظيم الإخوان في اليمن بات في صف المناهض للتحالف العربي، فالمعالجات التي جاءت بها المشاورات اليمنية اليمنية في العاصمة السعودية الرياض في ابريل نيسان الماضي، فككت منظومة الحكم الإخوانية وأسست لقاعدة جديدة فيها شراكة وطنية، تمنح الإخوان حقهم في السلطة من خلال التمثيل بشخصيتين "سلطان العرادة وعبدالله العليمي"، ومع ذلك التنظيم خطط للانقلاب على مجلس القيادة الرئاسي من شبوة، لكن تم اخماد التمرد نهائياً، والآن يجري العمل على ترسيخ مؤسسات الدولة الوطنية في الجنوب بعيدا عن تدخلات الإخوان المسلمين الذين يسعون لتحقيق تقاسم مع الحوثيين "ان يذهب اليمن الشمالي لإيران واذرعها، والجنوب لقطر وأذرعها".