كلمة اليوم الثامن

دولة الأمارات العربية المتحدة في مقدمة السلام العالمي

عدن

قال تعالى: "كلما أوقدوا نارا للحرب اطفا الله". إن الله يجعل له جنودا من عباده المخلصين الساعين إلى نشر الخير والصلاح للبشرية جمعا، انطلاقا من تلك الرؤية الإسلامية سارت القيادة السياسية للأمارات العربية المتحدة منذ تأسيسها حتى اللحظة فهي المبادرة لإطفاء الحرائق والحروب والنزاعات المحلية والعربية والإقليمية والدولية وهذا ليس بمستغرب عن شعب وقيادة الامارات العربية المتحدة فقد كانت ومازالت داعية للسلام وراعية للحوار والتعايش السلمي بين الشعوب والحضارات .

فقد وواصلت دولة الإمارات العربية المتحدة لعب دورها المحوري في العمل من أجل احتواء العديد من حالات التوتر والأزمات والخلافات الناشبة، سواء على صعيد المنطقة أو خارجها، وسعت بشكل دؤوب ومستمر لتعزيز مختلف برامج مساعداتها الإنسانية والإغاثية والإنمائية والاقتصادية المباشرة وغير المباشرة للعديد من الدول النامية، خاصة تلك التي تشهد حالات نزاع أو كوارث طبيعية، فضلاً عن مساهماتها الأخرى الفاعلة في العديد من عمليات حفظ السلام وحماية السكان المدنيين وإعادة الإعمار في المناطق المنكوبة بعد انتهاء الصراعات، وهو ما يجسد شراكة الدولة المتميزة مع أطراف عدة، وتفانيها من أجل تحقيق الأهداف النبيلة من صيانة واستقرار السلم والأمن الدوليين. 

رئيس الامارات يزور روسيا ويلتقي ببوتين

وصل الثلاثاء رئيس الامارات العربية المتحدة الى موسكو في زيارة رسمية، قالت الخارجية الإماراتية إن "زيارة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان المقررة إلى روسيا غدا، تأتي في إطار سعي الإمارات المستمر للإسهام في تحقيق الأمن والاستقرار بالمنطقة والعالم، وتعزيز التعاون المثمر والبناء مع القوى الإقليمية والدولية، والتواصل مع كافة الأطراف المعنية في الأزمة بأوكرانيا للمساعدة في التوصل إلى حلول سياسية فاعلة".

وأوضحت أن "المباحثات الثنائية ستتطرق إلى آخر التطورات والمستجدات المتعلقة بالأزمة في أوكرانيا، حيث تسعى الدولة للوصول إلى تحقيق نتائج إيجابية لخفض التصعيد العسكري والحد من التداعيات الإنسانية والتوصل إلى تسوية سياسية لتحقيق السلم والأمن العالميين".

وشددت على "استعداد الإمارات التام لدعم الجهود الهادفة إلى إيجاد حل سلمي للأزمة في أوكرانيا"، مؤكدة "موقفها المتمثل في الدعوة إلى الدبلوماسية والحوار واحترام قواعد ومبادئ القانون الدولي".

وفي هذه الخطوة العظيمة التي تقدم عليها دولة الامارات العربية المتحدة ليست ببعيدة عنها بل ان لها باط طويل في هذا المجال كما سنوضحه في الاتي: 

  • السلام بين إثيوبيا وإريتريا

لقد نجحت مساعي السلام الإماراتية في منطقة القرن الأفريقي في إعلان اتفاق السلام التاريخي بين دولة إريتريا وجمهورية إثيوبيا في 25 يوليو 2018، والذي مهّد لعلاقات إيجابية بين الطرفين، وساهم في تعزيز الأمن والاستقرار في البلدين بشكل خاص والقرن الأفريقي والمنطقة بشكل عام.

وأكد البيان الذي تم الإعلان عنه عقب الاجتماع الثلاثي الذي جمع صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، وأسياس أفورقي رئيس دولة إريتريا، والدكتور أبي أحمد رئيس وزراء جمهورية إثيوبيا الفيدرالية الديمقراطية على العلاقات المتميزة والراسخة التي تربط دولة الإمارات مع كل من إريتريا وإثيوبيا، والمصالح المشتركة التي تجمع بينهم، والتي ستعزز آفاق السلام والتنمية التي يمهد لها هذا الاتفاق، والذي يمثل أساساً راسخاً لعلاقات سوية ومتينة في المنطقة.

وأكد اتفاق السلام بين إثيوبيا وإريتريا نهج الإمارات الثابت في تحقيق السلام والاستقرار في المنطقة وفي أي مكان في العالم، وهو نهج أسس له ورسخه باني الاتحاد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وقد سارت من بعده القيادة الرشيدة على النهج نفسه، وقد أكد صاحب السمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة، أن دولة الإمارات العربية المتحدة بقيادة صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة، حفظه الله، تدعم كل جهد أو تحرك يستهدف تحقيق السلام والأمن والاستقرار في أي بقعة بالعالم، من منطلق إيمانها بأن تحقيق السلام والأمن هو المدخل الأساسي لتحقيق التنمية الشاملة والمستدامة لجميع شعوب العالم.

وبحسب نشرة أخبار الساعة فإن اللقاء الثلاثي بين الإمارات وإريتريا وإثيوبيا، أكد أيضاً الدور الأساسي الذي لعبته الإمارات في إنجاح المصالحة التاريخية بين الجارتين اللدودتين سابقاً، إثيوبيا وإرتيريا بعد نزاع دام أكثر من عشرين عاماً حيث لم تفلح الجهود الأممية التي قادتها الأمم المتحدة ولا الإفريقية التي قادها الاتحاد الإفريقي في تحقيق هذا الإنجاز التاريخي بكل معنى الكلمة.

وبرعاية إماراتية تم التوصل مؤخراً بعد 17 عاماً من الصراع إلى توقيع اتفاق السلام بين الحكومة الانتقالية في السودان والجبهة الثورية في جنوب السودان، إذ تحملت دولة الإمارات العربية المتحدة العبء الأكبر في العملية السلمية في السودان.

  • الرئيس محمد بن زايد والرؤية جديدة

تتمتع دولة الإمارات برؤية جديدة لمنطقة الشرق الأوسط موجهة نحو المستقبل وتعزيز السلام وتمكين المرأة وتتبني التنوع وتشجع الابتكار وترحب بالمشاركة العالمية، وقد ترسخت هذه المبادئ السامية في الحمض النووي لدولة الإمارات منذ القدم، وبرزت واضحة للعيان منذ تأسيس البلاد في عام 1971، مما جعل الإمارات تحتل مكانة عالمية متفردة في ترسيخ مبادئ التسامح والتعايش السلمي تخطت حدود المنطقة والوطن العربي إلى العالم بفضل السياسة الحكيمة والواعية التي تنتهجها لنشر رسالة والمحبة والتآخي بين أصحاب الديانات كافة.

وأكدت دولة الإمارات أن توقيع معاهدة السلام مع دولة إسرائيل لن يكون على حساب القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، مشددة على أن قرار الإمارات السيادي والإعلان عن المعاهدة يتضمن موافقة إسرائيلية على وقف ضم الأراضي الفلسطينية، الأمر الذي يشكل إنجازاً وخطوة مهمة، وتحقيقاً لمطلب أجمعت عليه الدول العربية والمجتمع الدولي، وأحد الأهداف الواردة في المبادرة العربية.

وأكد سمو الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، وزير الخارجية والتعاون الدولي، في رسالة مصورة للجالية الفلسطينية، أن موقف الإمارات ثابت وراسخ في دعم الموقف العربي الداعي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة عاصمتها القدس الشرقية، وأضاف سموه: «سنستمر في دعم القضية الفلسطينية على خطى الدعم التاريخي الذي قدمته الإمارات، وهو موقف نابع من قناعة متجذرة لا تغيره أية اعتبارات»، مشيراً إلى أن الإمارات ترى أن خيار السلام استراتيجي وضروري للمنطقة، وأن هذا الخيار لن يكون على حساب دعمنا التاريخي للقضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني الشقيق

وفي مجال جهود الإمارات حققت الأمن والاستقرار حول العالم فقد ساهمت دولة الإمارات العربية المتحدة ممثلة في قواتها المسلحة في العديد من عمليات حفظ السلام حول العالم وتخفيف حده النزاعات بين المتصارعين، وقدمت منذ سنوات طويلة جهوداً إنسانية كبيرة بغرض تحقيق الأهداف المنشودة من وراء عمليات حفظ السلام الرامية إلى تحقيق الأمن والاستقرار وتقديم العون والمساعدات والإغاثة الإنسانية للبشر في مناطق الصراعات من دون تفرقة بين لون أو دين أو عرق.

وشاركت القوات المسلحة الإماراتية بفعالية في معركة تحرير الكويت ضمن قوات التحالف الدولي ومع قوات مجلس التعاون الخليجي في مراحلها الثلاث: عملية درع الصحراء وعاصفة الصحراء ومرحلة «وداعاً أيتها الصحراء»

وبناء على التوجيهات السامية لمد يد العون لإعادة بناء ما دمرته الصراعات ومن أجل وحدة شعب الصومال واستقراره، تقرر إرسال كتيبة من قواتنا المسلحة إلى الصومال للمشاركة في «عملية إعادة الأمل» ضمن نطاق الأمم المتحدة بناء على قرار مجلس الأمن الدولي رقم 814 بتاريخ 4 مايو 1993 تحت اسم عملية الأمم المتحدة بالصـومال وتكونت قوة الإمارات المشاركة من أربع دفعات بدأت من شهر يناير 1993 وحتى نهاية مهمة القوة في شهر أبريل 1994.