كلمة اليوم الثامن

المجلس الانتقالي الجنوبي واخطاء "عدن" الكارثية

عدن

المجلس الانتقالي الجنوبي – السلطة السياسية التي جاءت كاستحقاق وطني في الرابع من مايو أيار 2017م-، وعلى الرغم من صعوبة المراحل التي خاضها المجلس برئاسة الرئيس عيدروس بن قاسم الزبيدي، الا ان هناك الكثير من الأخطاء الكارثية التي لا تزال الى اليوم دون أي معالجة على الأرض، وهي أخطاء تمس جوهر القضية الوطنية والسياسية، والمتعلقة بالهوية، والتي تضرب بهويات تقسيمية داخلية، بصفة رسمية حكومية لم تحدث قط في تأريخ الحكومات المحلية التي تعاقبت على العاصمة عدن.

ونحن هنا نتحدث عن الهوية الثقافية والإعلامية الجنوبية، التي تضرب بوجود سلطة يرأسها الرجل الثالث في المجلس الانتقالي الجنوبي، معالي الوزير والأمين العام أحمد حامد لملس.

لقد تبين عدم وجود أي نية لاستعادة الإرث التاريخي والوطني للعاصمة عدن، والتي تعرضت للتدمير وتغيير في نمط هويتها المعمارية بهوية دخيلة "ادخلتها مجموعة تجارية"، بغية القضاء على "هوية مدينة التعايش والسلام"، وهذا التدمير قد يقول البعض إنه حدث في "فترة زمنية"، لم يكن للجنوب فيها أي سلطة حقيقية على الأرض، لكن ما نلاحظه اليوم ان التدمير يطال كل شيء وبنفس الأدوات القديمة الجديدة، حتى أصبح امام الشارع في الجنوب "اعتقادا ان التدمير الحاصل في المساجد التاريخي والمبان الأثرية يتم تحت اشراف سلطة المجلس الانتقالي الجنوبي.

في فبراير/ شباط من العام 2021م، أصدر محافظ العاصمة الأمين العام أحمد حامد لملس قرارات تكليف، من أبرزها تعيين مدراء مكاتب – هدى خالد مدير مكتب الاعلام، رندا صالح، مدير مكتب الثقافة- وهي القرارات التي قوبلت بترحيب جنوبي واسع، حيث ان السلطات اعتبرت تلك القرارات انتصارا للمرأة الجنوبية التي عانت من التهمش طوال السنوات الماضية.

غير ان الانتصار هذا تحول الى هزيمة، فلم يمض سوى بضعة شهور، حتى أبلغ ناشطون عن إنزال العلم الوطني الجنوبي من بوابة مسرح حافون، بدعوى ان القائمين على مكتب الثقافة يريدون العمل بعيدا عن "ما اسموه بالسياسة".

وقد تمت مواجهة مدير مكتب الثقافة بالسؤال عن "العلم الوطني"، فأجابت ان العلم لم يرفع قط، وانها لم ترفع العلم ولم تنزله.

وهو السؤال الذي تم مواجهة به مصدر مسؤول في السطلة المحلية ومقرب من وزير الدولة محافظ العاصمة أحمد حامد لملس، لكن كانت الإجابة انه ليس هناك أي توجيهات برفع علم الجنوب فوق المرافق الحكومية.

استعرضت العديد من الأنشطة التي نفذها مكتب الثقافة في عدن، تبين من خلال عملية الرصد والتبيان عدم اهتمام السلطة المحلية ومكتب الثقافة بالهوية الوطنية الجنوبية والقضية السياسية.

ويبدو ان الكثير من الإعلاميين الجنوبيين لا يزالوا يتأثروا بقرارات قناة عدن الفضائية التي تبث بتمويل سعودي من مدينة جدة الساحلية في المملكة العربية السعودية، وتنفذ سياسية الإخوان.

لوحظ ان مدير مكتب الثقافة في عدن يستخدم مصطلحات مناطقية "العدنية"، ولم تقل قط القضية الجنوبية على الرغم من انها مضت سنوات كناشطة في الحراك السلمي الجنوبي.

بقي الإشارة الى ان المجلس وقع في أخطاء كارثية من خلال فشله في الدفاع عن الهوية الوطنية الجنوبية والاكتفاء بالاعتماد على شخصيات مقربة في إدارة الاعلام ومكتب الثقافة الذي لا يزال عمله الى اليوم بعيدا عن ما يعبر عن الجنوب وعراقته التأريخي في الفن والأدب.